الأزمة السياسية في الجزائر : تعقيدات الداخل و تحديات الخارج


أميرة أحمد حرزلي

تطورات متسارعة تشهدها الساحة السياسية في الجزائر فمنذ 22 فيفري الفارط أضحت الجزائر تتصدر واجهة الاحداث الدولية والنشرات الأخبار والندوات السياسية الوطنية والدولية، فالأزمة السياسية في الجزائر التي ابتدأت بالحراك السلمي حاشد للشعب الجزائري في الثاني والعشرين من فيفري في كامل ولايات الجزائر جاءت بجملة مطالب منها التغيير السلمي للسلطة وعدم ترشح عبد العزير بوتفليقة لعهدة خامسة ورفض التمديد العهدة الرابعة، واحترام الدستور، تغيير طاقم الحكومة، وتحسين الأوضاع الاجتماعية للشعب…
تجاوبت السلطة في البداية الى حد ما مع جزء بسيط من المطالب وهي عدول الرئيس بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة في أي انتخابات قادمة وإلغاء الانتخابات التي كانت مقررة في الثامن عشر أفريل المقبل مع تشكيل حكومة تكنوقراط وإقامة ندوة وطنية شاملة الهادفة لفتح حوار شامل بين كافة أطياف المجتمع ووضع أرضية للمرحلة المقبلة مع وضع دستور جديد وتنتهي بإجراء انتخابات رئاسية جديدة.
عاد الشعب الجزائري للخروج مجددا في المظاهرات مليونية ومعه المعارضة رافضين لمقترحات الرئيس لا سيما انها تأتي دون سند قانوني أو دستوري وبدون سقف زمني يذكر ما يجعل الأمور مفتوحة على مستقبل سياسي مجهول للبلاد على الأقل في المدى المنظور، فكانت الجمعة السادسة جمعة حيث استقالة بعدها بوتفليقة رسميا بضغط من الشعب والمؤسسة العسكرية، ولكن التحديات في الراهن لم تنتهي باستقالة الرئيس بل زاد حجم الصعوبات أكثر، فاستمرار وجوه النظام السابق في الحكم أمر غير مقبول في دولة يريدها الحراك جمهورية جديدة خالية من الوجوه القديمة، كذلك ما هو مصير المسؤولين ورجال الاعمال المتورطين في قضايا فساد، تهريب الأموال، التلاعب بثروات البلاد الذين يريدهم الحراك محل محاسبة حقيقية وعقاب لتحقيق العدالة الاجتماعية.
تمثل مرحلة الانتقال الديمقراطي الراهن في الجزائر مرحلة حساسة ودقيقة تستدعي من الجميع العمل بشكل جدي وفاعل ومسؤول لبناء جمهورية جزائرية جديدة لتحقق طموحات الشعب الجزائري و بعيدا عن خطط التدخلات الخارجية التي تعمل على استغلال الحراك وزرع الفتنة والفوضى الجزائر.
و بناءا على ما سبق كيف يمكن فهم واقع ومستقبل المشهد السياسي في الجزائر في ظل تمسك الشعب الجزائري بحقوق الشرعية بالتغيير الشامل وتعنت السلطة في الاستجابة الكاملة لمطالب الشعب ؟ وإلى أي مدى المخاوف من التدخلات الخارجية واقعية؟     
  1. الحراك الشعبي الجزائري: الدوافع، المميزات، التطورات، الانجازات
  2. دور المؤسسة العسكرية الجزائرية في ظل الازمة الراهنة
  3. مخاوف التدخلات الخارجية: حقيقة أم تهويل
  4. حلول الازمة السياسية الراهنة: سياسية أم قانونية

قد يهمك أيضا: 

تعليقات