أبعاد دول المغرب الكبير في إفريقيا : التحولات والتحديات |
أبعاد دول المغرب الكبير في إفريقيا : التحولات والتحديات (تحميل كتاب مجاني pdf)
أ.د كريمة الصديقي
إن إحياء "البعد الإفريقي داخل دول المغرب الكبير" يعتبر من أهم مقاربات "الهوية المغاربية" خدمة لمبادئ وقيم وأهداف نبيلة بعيدا عن الحسابات السياسية، خاصة في ظل تنامي الحاجة الملحة لتنمية حقيقية ومستدامة بالقارة السمراء، وكذا في ظل تزايد مد الحركات الإرهابية والجماعات المتطرفة والتي تناسلت بشكل كبير بالعديد من الدول الإفريقية.
باعتبار "إفريقيا فضاء جيوسياسيا" بالغ الأهمية والحساسية بالنسبة لدول المغرب الكبير على كافة الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاستراتيجية والأمنية، فإن ذلك يستدعي الاندماج الحقيقي والتنسيق بين كافة الأعضاء لبناء صرح مغاربي متكامل في ظل بعد إفريقي شامل.
إن "التحديات" التي واجهتها دول المغرب الكبير للاستقرار سياسيا وبناء الدولة الحديثة، إضافة إلى تردي الأوضاع السياسية داخل بعض الدول الإفريقية التي عرفت "مجموعة من الانقلابات والانقلابات المضادة، والعديد من الحروب الأهلية والانقسامات الإثنية"، كل ذلك أثر بشكل سلبي على "التكامل والاندماج المغاربي- الإفريقي". لكن تبقى العلاقة التاريخية في ظل الهوية الإفريقية والتي اتخذت أبعادا دينية وعرقية كمؤشر ودلالة واضحة على التلاحم بين دول المغرب الكبير والقارة السمراء.
وبالتالي وجب "دراسة العلاقات المغاربية الإفريقية في ضوء المتغيرات الجديدة"، مع الأخذ بتجربة كل دولة على حدى واستحضار أهم التحديات التي خاضتها لتحقيق التكامل والتعاون على المستوى الإفريقي.