الهيمنة الإمبريالية في فكر زبيغينيو بريجنسكي ونعوم تشومسكي |
الهيمنة الإمبريالية في فكر زبيغينيو بريجنسكي ونعوم تشومسكي |
⇆
بن الشيخ عصام
شهد النظام الدولي تحولات هيكلية جذرية كبيرة عقب الحرب الباردة ، فبعد أن ساد منطق الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي ، أفرز تسارع الاحداث نظاما دوليا تسوده الهيمنة الأمريكية ، مدفوعة بنشوة النصر على المعسكر الإشتراكي، حيث عملت على بناء نظام دولي يكرّس هيمنتها على العالم ، موظفة في ذلك تفوقها المطلق على كافة الأصعدة ، لذلك نظّر كبار قادة الفكر والسياسة الأمريكان على غرار "زبيغينيو بريجنسكي" وغيره لاستمرار الهيمنة الأمريكية على العالم لأنها وفقهم الضمان الوحيد لأن يسود الاستقرار النظام الدولي.
بالمقابل نشأ تيار معارض لهذا التوجه ، متأثرا بما خلفته سياسةالولايات المتحدة الأمريكية من فضاعات وممارسات بسبب توظيفها لكل السبل في مسعاها للهيمنة ، حتى وإن تعارضت مع مبادئ الإنسانية حقوق الانسان ، رغم التوجه المتسارع للنسق الدولي نحو التعددية القطبية ،مدفوعا بالتحولات في المدلول الفلسفي والقيمي للقوة وظهور تحديات دولية فوق وطنية ، إلى جانب تصاعد التيارات المناهضة للعولمة وفق المنظور الأمريكي ، في مقدمتهم "نعّوم تشومسكي" ومناصريه من مناهضي الهيمنة وما تبعها من تيارات العولمة ، ومع بروز أقطاب دولية تنافس الهيمنة الأمريكية في مجالات عدة اقتصادية وتكنلوجية ومالية وحتى عسكرية ، بالموازات مع الأحداث والأزمات الدولية التي أثبتت تراجع الدور القيادي للولايات المتحدة الأمريكية.