من أجل عولمة بديلة: أفكار حول اقتصاد عالمي جديد |
والدن بيلو
تر: فريدة النقاش
في العام 1995 حصلت ولادة منظمة التجارة العالمية ، حيث جرى التهليل لها واستبشر العالم خيرا بالمولود الجديد الذي جاء بعد مخاض دام ثمان سنوات من المباحثات في صحف الادارة بأعتبارها جوهرة النظام الاقتصادي العالمي في ظل العولمة ، وصوّر أنصار المنظمة ما يقارب العشرين اتفاقاً تجارياً التي تشكل أساس منظمة التجارة العالمية بأعتبارها حاوية ًلمنظومةٍ من القواعد المتعددة التي ستتكفل بالقضاء على القوة والتعسف في العلاقات التجارية وذلك عن طريق إخضاعها كلاً من القوي و الضعيف لمنظومة واحدة من القواعد يعززها جهاز كفء يصدر قراراتٍ ملزمة .
ففي منظمة التجارة العالمية - كما يدَّعون - تحظى كل من الولايات المتحدة الامريكية القوية ، ورواندا الضعيفة بنفس العدد من الاصوات ، اي صوت واحد لكل منهما . واستشف الجميع لهجة الانتصار التي تجلت خلال الاجتماع الوزاري الاول للمنظمة والذي عُقد في سنغافورة في نوفمبر من عام 1996 ، واعلنت المنظمة بالاشتراك مع كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بيانهم الشهير حينذاك الذي حدد مهمات المؤسسات الثلاث للمستقبل والتي تتمثل في مواجهة التحدي الكامن في كيفية جعل سياساتهم التجارية والتمويلية والتنموية متماسكة ومنطقية بحيث تضع الاسس لأزدهار عالمي .
هذا الكتاب يناقش نشوء وتطور النظام الاقتصادي العالمي السائد حاليا ويتطرق الى البدائل الممكنة له ، كما يركز على المؤسسات المتعددة الجنسية وبخاصة مجموعة الثمانية ، ومؤسسات "بريتون وودز" ومنظمة التجارة العالمية ، أما الادارة ، تلك الكلمة المحايدة الرقيقة فطالما جرى وصفها بأعتبارها وظيفة تلك المؤسسات وربما يكون هناك وصف اكثر دقة لوظائفها بأعتبارها حماية الهيمنة التي يمارسها النظام الراسمالي العالمي ، وتعزيز اهمية الدول والمصالح الاقتصادية المرتبطة بهذا النظام والمستفيدة منه