‫الاستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب

elsiyasa-online.com
‫الاستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب 

‫الاستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب (تحميل كتاب مجاني pdf)


منير شفيق


دراسة الحرب وفهمها مسألة حيوية ليس بالنسبة للمختصين فحسب، وإنما أيضا بالنسبة للمثقفين والصحفيين والسياسيين والفنيين والعلماء والمناضلين والجماهير. بل إن ظاهرة تحول الثقافة العسكرية الى ثقافة عامة للشعب، أصبحت ظاهرة عالمية في كل البلدان. لأن الحرب ومسائلها أصبحت تعتمد اليوم أكثر من أي يوم مضى على الجهد الجماعي للأمة كلها سواء أكان في عمليات المؤخرة أم الميدان. 
إذ لم تعد عملية قيادة الحرب ووضع استراتيجيتها من اختصاص الجنرالات وحدهم فقد أصبحت استراتيجية –حتى في الدول الغربية الرأسمالية– ترسم على طاولة مستديرة يلتف حولها القادة السياسيون والجنرالات وأصحاب الاختصاصات المختلفة. أما في الصين الشعبية، فان دراسة الحرب وقواعدها جزء أساسي من برامج التعليم في المدارس والجامعات، ومن الثقافة العامة للشعب كله. وعندما نتحدث عن الثقافة العسكرية أو دراسة قواعد فن الحرب لا نقصد التدريبات أو التمرينات العسكرية على فك السلاح وإطلاق النار والصف بالطابور فهذه تحصيل حاصل، وإنما نقصد دراسة الموضوع على أعلى مستوى الإستراتيجية والعمليات والتكتيك. إن بلادنا العربية تواجه خطراً يتهددها إلى أجيال قادمة، وهذا الخطر مدجج بالسلاح ويلجأ للحرب لتحقيق أهدافه وغاياته العدوانية التوسعية والإستعمارية. 




إنه خطر الكيان الصهيوني والجيوش الإمبريالية. وليس لنا من سبيل إلا الدفاع عن بلادنا وجماهيرنا ومستقبلنا، وستكون الحرب جزءاً هاماً في هذا الدفاع، وعلينا أن ندركها ونعرف كيف نعدّلها ونواجهها ونخوضها بنجاح. وإذا كانت الحرب عملية صدام وحشي يحمل الكوارث والدمار والويلات، إلا إنها مفروضة علينا وتعيش بين ظهرانينا، وعلينا أن نواجه هذه الحقيقة المرة ونحوّل مرارتها الى حلاوة انعتاق إنساني. 
ان الذين يدركون قواعد علم الحرب ويعرفون كيف يعالجون مسائلها ويعرفون كيف يقودونها، هم وحدهم الذين يخففون من ويلاتها ويستطيعون إزالة أخطارها . أما استمرار الجهل في هذا المجال، أو محاولة دفن الرؤوس في الرمال، فلن يدفعا الحرب عنا، ولن يخففا من وحشيتها وويلاتها، وسيلدان دائما هزائم من طراز هزائمنا العسكرية عام 1949/1948، وعام 1967.








تعليقات