 |
| تحميل كتاب "الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية التعاون الدولي وسبل المكافحة (التدابير الاحترازية)" |
طارق زين
يعتبر الإجرام المنظّم أو ما ي اصطلح عليه "بالجريمة المنظمة عبر الوطنية الجريمة المنظمة العابرة للحدود"، من أهم التحديات التي تواجه الدول كافّة، وذلك لأنها تشكل أخطر أنماط الجرائم في العصر الحديث، فمخاطرها وآثارها لا تقتصر على الدول التي ترتكب فيها فقط، بل تتجاوز الحدود الإقليمية لدولة واحدة لتشمل أقاليم دول عديدة، حيث تهدد استقرار العلاقات الدولية والأمن الداخلي للدول.
فجرائم كالقرصنة البحرية وغسيل الأموال والاتجار بالبشروتهريب المهاجرين وتهريب الأسلحة والمخدرات وغيرها تشكل أ نشطة تهدد الأمن الإقليمي والعالمي وتنشر آثاراً خطيرة نتيجة عوامل تساعد في نموها كالحروب والنزاعات المسلحة والفساد.
وفيما يبدو العالم أصغر كثيراً مما يبدو عليه، بفضل التطور الهائل في مجالات الاتصالات والنقل والمعلومات، وما شهدته العقود الثلاثة الأخيرة من تغيرات سياسية أدت إلى تسهيل حركة رؤوس الأموال بين الدول والتي نجم عنها نظام اقتصادي عالمي جديد لا يعرف حدوداً للزمان أو المكان.
هذا النظام الجديد، الذي يقدم بلا شك خدمات ومنافع عظيمة للإنسانية عامة وللتبادل
التجاري والثقافي خاصةً، يخدم في الوقت عينه الجماعات الإجرامية المنظمة، التي
استطاعت أن تجد مناخاً ملائماً لا زدهارها وملاذاً آمناً تستتر خلفه في تنفيذ جرائمها.
فبجانب للإشكالات التقليدية للجريمة لجأت الجماعات الإجرامية المنظمة إلى استخدام ما
يعرف بالتقنيات الحديثة في ارتكاب جرائمها وإخفاء عائداتها وهو ما أدى تالياً إلى
ظهور جرائم مستحدثة فيما بات يعرف بالجرائم الإلكترونية.