تحميل كتاب "دور الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية في ظل التحولات الجديدة للأمن القومي الأمريكي" |
د. نصير مطر الزبيدي
يبقى هاجس الأمن القومي الأمريكي، أكبر الهموم التي تؤرق الإدارات الأمريكية المتعاقبة والمختلفة، وترسخت أفكار لدى النخب السياسية الأمريكية، مفادها أنه لا مستقبل ولا رفاهية ولا تقدم اقتصادي من غير ضمان هذا الأمن وحمايته وديمومته، لذلك تسعى الإدارات الأمريكية وصناع قراراتها للسياسية الخارجية دائماً إلى تبني إستراتيجيات عدة لتحقيق هذا الهدف الأسمى، وبحيث تكون هذه الإستراتيجية تتلاءم وتتكيف مع مرحلتها والظروف المحيطة بها، لتلافي الأخطار التي تحدق بهذا الأمن، ووسيلة هذه الإستراتيجيات هي السياسة الخارجية التي تنتقل فيما بعد من وسيلة إلى هدف .
ولقد كانت السياسة الخارجية الأمريكية أحدى الوسائل المهمة التي أوصلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى قمة الهرم في النظام السياسي الدولي، وكانت فعاليتها وتأثيرها أكبر وأهم من الحروب التي فشلت الولايات المتحدة الأمريكية بوساطتها تحقيق أهدافها عالمياً، سواء أكانت حروب الهند الصينية وفيتنام أم الحرب على أفغانستان والعراق، كما أن تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة التي أفزعت العالم لعقود عدة، لم يكن للحرب بوصفها أداة دور الحسم في إنهائها، وإنما كان الفضل يعود لأدوات أخرى، ومنها الأداة المتمثلة بالأجهزة الاستخبارية الأمريكية، التي كانت أحدى الأدوات الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية في تفكيك الدولة العظمى الوحيدة المناظرة لها ثم تفكيك يوغسلافيا وغيرها، وسنحت الفرصة التاريخية التي خططت لها إستراتيجياً منذ عقود لتنفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالنظام السياسي الدولي وتحقق حلمها بالهيمنة العالمية وسعيها إلى فرض النظام الرأسمالي عقيدة حياةٍ لا مناص لشعوب دول العالم من الأخذ بها، وسوف يبقى دور الأجهزة الاستخبارية الأمريكية مهماً في استمرار الهيمنة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية، وإن حدث مستقبلاً تراجع لهذه الهيمنة، عزيَ ذلك الى فشل أو تقصير من تلك الأجهزة الاستخبارية في إنجاز مهامها وأدوارها وهذا يشكل تهديداً ونخراً للأمن القومي الأمريكي .
ومن جانب آخر تكمن أهمية الأجهزة الاستخبارية في كونها أحد المصادر الرئيسة والأساسية لرفد صانع القرار الأمريكي بالمعلومات التي تسهم في عملية صنع القرار السياسي بشقيه الداخلي والخارجي، وفي بعض الأحيان يكون لهذه الأجهزة القول الفصل في الأحداث، كما حدث في المعلومات التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (C.I.A) عن العراق وأعتمدها صانع القرار السياسي الأمريكي في إدارة الرئيس (جورج دبليو بوش) .
ولمّا كانت هذه الأجهزة أحدى الأدوات التي أدت الى وصول الولايات المتحدة الأمريكية إلى مكانتها الدولية هذه، كانت جديرة بالدراسة والاطلاع على مفاصلها وتشكيلاتها وطرق عملها وآلياته، مع ضرورة معرفة دورها في عملية صنع القرار السياسي الخارجي الأمريكي والكيفية التي تسير في هديها، ولاسيمّا أن أمام أجهزة الاستخبارات الأمريكية تحديات آنية ومستقبلية تتجسد في كيفية حفاظ الولايات المتحدة الأمريكية على هيمنتها العالمية، فصناع القرار الأمريكي يدركون جيداً أن الانتصار لا يتمثل فقط في الانفراد والتربع على قمة الهرم في النظام السياسي الدولي، وإنما في المحافظة على هذه المكانة .
ومن جانب آخر تكمن أهمية الأجهزة الاستخبارية في كونها أحد المصادر الرئيسة والأساسية لرفد صانع القرار الأمريكي بالمعلومات التي تسهم في عملية صنع القرار السياسي بشقيه الداخلي والخارجي، وفي بعض الأحيان يكون لهذه الأجهزة القول الفصل في الأحداث، كما حدث في المعلومات التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (C.I.A) عن العراق وأعتمدها صانع القرار السياسي الأمريكي في إدارة الرئيس (جورج دبليو بوش) .
ولمّا كانت هذه الأجهزة أحدى الأدوات التي أدت الى وصول الولايات المتحدة الأمريكية إلى مكانتها الدولية هذه، كانت جديرة بالدراسة والاطلاع على مفاصلها وتشكيلاتها وطرق عملها وآلياته، مع ضرورة معرفة دورها في عملية صنع القرار السياسي الخارجي الأمريكي والكيفية التي تسير في هديها، ولاسيمّا أن أمام أجهزة الاستخبارات الأمريكية تحديات آنية ومستقبلية تتجسد في كيفية حفاظ الولايات المتحدة الأمريكية على هيمنتها العالمية، فصناع القرار الأمريكي يدركون جيداً أن الانتصار لا يتمثل فقط في الانفراد والتربع على قمة الهرم في النظام السياسي الدولي، وإنما في المحافظة على هذه المكانة .