برديغمات العلاقات الدولية المعاصرة : المركزية الغربية نموذجا |
بلخيرة محمد
يعد (برديغم) paradigm المركزية الغربية الذي يندرج ضمن أهم البراديغمات السائدة في العلاقات الدولية المعاصرة أحد البدائل النظرية المطروحة لتفسير الوضع القائم ما بعد الحرب الباردة و المبني على الصراع الحتمي بين المركز، من جهة، و الأطراف و أشباه الأطراف، من جهة أخرى، من خلال إحلال ثنائية (شمال/جنوب) وفقا للتقسيم الأفقي للعالم محل ثنائية (شرق/غرب) السائدة في ظل الثنائية القطبية. و يكمن الهدف الأساسي من هذا البرديغم المجسد لمجموعة من الصفات و الخصائص العرقية، الروحية و الحضارية تشكل الدعائم الأساسية للهوية الغربية والذي ترسخ مع مرور الزمن داخل العقل الغربي وفرض نفسه -بشكل غير مسبوق- في الحقل التنظيري للعلاقات الدولية مع نهاية الألفية الثانية و بداية الألفية الثالثة، إلى التأسيس لوجهة نظر غربية من خلال إعادة إنتاج كل ما له صلة بالماضي باعتبارها جذورا غربية صرفة، سعيا إلى الاستئثار بكل الإشعاعات الحضارية القديمة، واضعا قطيعة بينها و بين محاضن نشأتها، مقصيا بذلك كل ما ليس له علاقة بالغرب، دافعا به خارج «مجال التغطية » الذي أضحى الغرب مركزه الرئيسي؛ لكونه المنتج الواحد و الوحيد للقيم الإنسانية و الطرف الأوحد القادر على وضع وتقنين معايير التقدم و التخلف و في حسم انتقال مجتمع ما من وضعية البربري الهمجي إلى المدنية و الرقي.
تمثل الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها الغرب في ظل النظام الدولي الجديد المركز الرئيسي المؤثر في العلاقات الدولية و القطب الأوحد المهيمن على حركة التفاعل الدولي. أما بقية الدول الأخرى )أطراف الأطراف( فهي مجرد «توابع » يتعين عليها التكيف أو بالأحرى الانصياع للأمر الواقع، وإلا سيكلفها عنادها غاليا وستظل قابعة في «قاع التاريخ » -على حد تعبير فرانسيس فوكاياما Francis Fukuyama - الذي يعد إلى جانب صامويل هانتينغتون Samuel Huntington من أبرز رواد برديغم المركزية الغربية (نحن و الآخرون) الذي يبدو أنه سيظل –على الأقل مع مطلع القرن الحالي- أحد الأطر النظرية الأساسية الموجهة و المؤثرة في السياسات الخارجية الغربية عموما و الأمريكية تحديدا.
محتويات الدراسة:
مقدمة
1- تعريف مفهوم: البرديغم (Paradigm).
-2 إشكالية التبلور.
3- الأسس و المنطلقات.
4- الجوهر و التجليات.
-5 أثر البرديغم على السلوك الغربي-الأمريكي الخارجي.
الخاتمة.