الامن الوطني و عناصر قوة الدولة في ظل النظام العالمي الجديد

www.elsiyasa-online.com
الامن الوطني و عناصر قوة الدولة في ظل النظام العالمي الجديد 

هايل عبدالمولى طشطوش

لقد حمل عقد التسعینیات من القرن العشرین معه تغییرات كبیرة أصابت عمق النظام العالمي وأحدثت فیه تغییرات كبیرة قلبت الموازین وغیرت وجه التاریخ وعكست مسار البشریة ، لقد عاشت البشریة ردحا لا یستهان به من الزمان قارب النصف قرن وهي في حاله من الترقب والحذر حیث كان سلامها مرتكز على افواة المدافع ورؤوس الصواریخ وتحت اجنه المقاتلات النفاثة ، ولعل خطاء واحدا لو وقع في واشنطن أو موسكو كان كفیلا أن یحیل العالم إلى ارض محروقة مسحوقه لیس فیها طائر یطیر بجناحیه ،فهي أذن مرحله "السلام الحذر " أو كما اصطلح على تسمیتها في العلاقات الدولیة "الحرب الباردة " ،التي كان فیها التسابق على الفوز والتفوق على أشدة ،ولكن للإنصاف نقول إن هذة المرحلة هي التي حفظت العالم من الانزلاق في براثن الحروب ومتاهات الدمار
،وذلك لأن كل طرف لا یرغب أن یكون هو البادئ في تدمیر العالم وحرقه .
- لكن یبدو أن العالم كان ینبت في أحشائه غراس التغییر والتبدیل ،حیث كانت الظروف الاجتماعیة والاقتصادیة أقوى من مقومات القوة العسكریة والسیاسیة المادیة ،حیث كان الخراب ینخر في جسد العملاق السوفیتي إلى تمكن منه واستشرى في كل أنحاء جسدة فوصل به إلى مرحله الهلاك والانهیار وأخیرا التفكك ،إن المدقق في أسباب التفكك والانهیار یجب أن لا یمر علیها مر الكرام ،وخاصة إذا ما علمنا أن هذا الحدث هو نقض كبیر ومهم لأحدى أهم النظریات التي كانت سائدة في العلاقات الدولیة إلا وهي النظریة الواقعیة التي كانت ترى أن القوة وحدها ولیس سواها هي التي تحكم العلاقات الدولیة وتحدیدا القوة العسكریة ،فانهیار الاتحاد السوفیتي اثبت أن عناصر القوة لیست محصورة
فقط في القوة العسكریة بل إن التغیرات التي أصابت العالم جعلت من القوة الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة والامنیه قوى اكبر وأكثر أهمیه من القوة العسكریة المتمثلة بالمدفع والدبابة والصاروخ والطائرة فحسب،فلم تعد عناصر الأمن الوطني ومقومات قوة الدولة هي ذاتها التي عرفها العالم تقلیدیا بل أصابها التغییر والاختلاف وخاصة بعد أن برز إلى السطح مفهوم العولمة والتي حولت العالم إلى قریة كونیه صغیرة بثورتها العلمیة والتكنولوجیة التي شملت كافه مناحي الحیاة وكان لها تأثیر كبیر على كل الأنساق وخاصة الدولة ومقوماتها وعناصرها وهذا ما سنناقشه في الفصول والمباحث القادمة مبتدئین بمعنى الأمن وأهمیته ودورة في حیاة الأمم والشعوب .




تعليقات