الإستراتيجية الأمنية الجزائرية لمواجهة التهديدات الأمنية اللاتماثلية في منطقة الساحل الإفريقي




في أدبيات العلاقات الدولية، لطالما احتل الجدل حول معنى الأمن وأهميته بالنسبة إلى الجماعات السياسية مكانة مركزية خاصة فـي ظـل ثنائية التهديد والـبـقـاء، مـا عكس بصورة واضحة دينامية البيئة الأمنية الدولية في محاولة للبحث عن منطق الأمن اليوم في السياسة العالمية. فبالنظر إلى ما ّقدمته «المقاربات النقدية للأمن» من مراجعات نقدية إيبيستيمية وأنطولوجية لمفهوم الأمـن للإجابة عـن إشكالية: كيف يمكن الحديث عـن نظرية أمنية في غياب المعادلة التقليدية للدراسات الإستراتيجية؟ لكنها طرحت ّ وبقوة مسألة القيمة التحليلية لهذه المراجعات بالنسبة إلـى المنطقة الأفريقية حيث تشهد عملية ّ الصناعة الأمنية ً تجاذبا تحليليا بين التوظيف الواقعي للأمن من حيث المعضلات الأمنية للنظام الفوضوي ّ المحفزة لسلوكيات الدول ِّ والمؤسسة لفجوة القوة النسبية بهدف ممارسة ما يعرف «بالضغط الجانبي» أي المفهوم التقليدي للهيمنة في منطقة شهدت ً حضورا ً استعماريا ً قويا،وبين فرضها ضرورة التركيز عـلـى: الـقـيـادات غير المستقرة؛ سـوء إدارة الاقـتـصـاد والانـقـلابـات والـحـروب الأهلية كمتغيرات تحليلية جـديـدة أنتجت بـصـورة منطقية المجاعات ومشكلة اللاجئين، والجريمة، والمرض، كأهم مواضيع الأجندة الأمنية الأفريقية.
و على ضوء هذه المقدمة ، فإن الإشكالية الرئيسية التي يعالجها بحثنا يمكن صياغتها على النحو التالي : ما هي الإستراتيجية الأمنية التي اعتمدتها الجزائر لمواجهة التهديدات الأمنية الالتماثلية في منطقة الساحل اإلفريقي؟ وسوف نقسم الدراسة إلى ثلاثة محاور وذلك على النحو التالي: 
المحورالأول:العقيدة الأمنية الجزائرية(الأسس والمرتكزات). 
المحور الثاني:البعد التنموي للمقاربة الجزائرية للأمن في منطقة الساحل الإفريقي. 
المحور الثالث: الآليات الدبلوماسية الجزائرية لإحتواء أزمات منطقة الساحل الإفريقي.
تعليقات