معركة أمن الحدود بين الجزائر و المغرب: الحواجز في مواجهة المهرّبين


أنوار بوخرص

 تدفع عوامل عدّة كالإرهاب، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالمخدرات والبشر، وتدفقات الهجرة، العديد من دول شمال أفريقيا إلى تعزيز دفاعاتها الحدودية. وتشمل التكتيكات الحالية بناء الخنادق والحواجز والأسوار على طول أميال، فضلاً عن استخدام طائرات من دون طيار وتكنولوجيات مراقبة متطوّرة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ستكون هذه الإجراءات فعّالة وما التكلفة التي ستترتب على هذه الدول؟ بالطبع إجراء دراسة دقيقة للإجابة على هذا السؤال مهم، نظراً إلى عدد الدول التي تدرس أو تتبنى مثل هذه التدابير حول العالم.
في منطقة المغرب العربي، تتداعى الجهود التي تبذلها الجزائر والمغرب، وهما دولتان متخاصمتان قطعتا شوطاً كبيراً للانعزال عن بعضهما البعض. صحيح أنهما أحرزتا بعض التقدّم في الحدّ من الاتجار غير المشروع عبر الحدود، إلا أن المهرّبين تعلّموا ببساطة كيف يتكيّفون مع الوضع، إذ أدخلوا تغييرات على مايجري تهريبه وطريقة التهريب، مستفيدين في الوقت نفسه من الفساد المستشري. علاوةً على ذلك، أدّت التحصينات الأمنية إلى تدهور الوضع الاقتصادي في المناطق الحدودية التي تعاني أصلاً من صعوبات، ما أذكى الاحتجاجات ودفع المهرّبين الشباب إلى التوّرط في مجال تهريب المخدرات. وستبقى المجتمعات المُنعزلة التي تقطن هذه الأطراف المُهملة تشكّل بيئة حاضنة محتملة لانعدام الاستقرار، ما لم تتّبع الحكومتان نهجاً اجتماعياً واقتصادياً أكثر اتّساقاً في أمن الحدود.

تعليقات