دراسات الإستخبارات: الحقل الجديد في الدراسات الأمنية الحديثة


تعـد ”دراسـة الإستخبارات“ تخصصـاً فرعيـاً جديـداً مـن الدراسـات الأمنية الإستراتيجية، والتــي بدورهــا تعــد أحــد مجالات اهتــام العلاقات الدوليــة، إذ إن الاستخبارات تعتــر تجسـيداً لمقولات المدرسة الواقعيـة، فهـي أحـد الأنشطة التـي تضطلـع بهـا الـدول لحاميـة وتعزيـز مصالحهـا الإستراتيجية، كـا تعرفـه اسـراتيجية الأمن القومـي للدولـة. ونظـراً لهـذا الإرتباط الوثيـق بـن الإستخبارات الأمن القومـي، فـإن الجامعـات التـي تقـدم مناهـج متخصصـة في حقـل الإستخبارات ، غالبـاً مـا تطلـق عليهـا دراسـات الإستخبارات و الأمن.


د. شادي عبدالوهاب منصور

وتحتــل الإستخبارات مكانــة مركزيــة في تفكيــر المدرسة الواقعيــة البنائيــة، إذ إن إنشــاء الدولــة أجهــزة الإستخبارات يرجــع إلى حالـة الفوضى، التـي يتسـم بهـا هيـكل النظــام الدولي، حيــث تكــون الثقــة بــن الــدول محــدودة، بــل أن فــرص اندلاع الحــرب قائمة في أي لحظــة، نظــراً لأنه لا يوجـد مـا يمنع قيامهـا، كـما ذهـب كينيـث والتــز، أســتاذ العالقــات الدوليــة. و في ضــوء مــا ســبق، فــإن الــدول تســعى إلى التيقــن مــن نوايــا الــدول األخــرى، فـ”الـدول تكـون لديهـا رغبـة في معرفـة مـا إذا كانــت الــدول الأخرى تتهيــأ لإستخذام القـوة لتغيـر تـوازن القـوى معهـا، أم أنهـم راضـون عـن الوضـع القائـم، وليـس لديهـم مصلحــة في اســتخدام القــوة لتغيــره“. وتهــدف الإستخبارات مــن خلال جمــع وتحليــل المعلومات عــن ســلوك الــدول الأخرى إلى تقليـل حالـة عـدم اليقـن حيـال نواياهـا الحاليـة و المستقبلية، وذلـك لإمداد صانــع القــرار بتحذيــرات مســبقة حــول أي تهديــدات محتملــة، ومــن ثــم الحــد مــن حالــة ”اللايقين“ في العالقــات الدوليــة وتســعى هــذه الورقــة الأكاديمية للرتكيــز عـلـى تطــور حقــل الدراســات الإستخباراتية باعتبــاره حقـلـاً أكادمييــاً جديـداً، وذلـك مـن خـال عـرض أبـرز التعريفـات المقدمة للإستخبارات، ســواء مــن قبــل الأكادميين أو العاملـيـن في أجهـزة الإستخبارات ، و للإشارة للعوامـل التـي سـاهمت في تطـوره، وأخيـراً رصـد أبـرز القضايـا التـي تتـم مناقشـتها في هـذا الحقـل.



محاور الدراسة:

1- تعريف الإستخبارات.
2- تطور دراسات الإستخبارات.
3- الهيمنة الأنجلوساكسونية.
4- مجالات الإهتمام.
الخاتمة.



تعليقات