التذخل الأجنبي و دوره في إسقاط نظام القذافي












مقدمة

بعد نهاية الحرب الباردة بإنهيار الإتحاد السوفياتي أخذ موضوع التدخل في شؤون الدول منحىجديدا تختلف فيه المبررات و الأسباب و حتى الوسائل عن تلك التي كانت تمارس في السابق، و التيكانت في الغالب تدخلات عسكرية بقصد الإحتلال أو إلحاق أجزاء من أقاليم الدول لصالح دول أخرى،مستندة في ذلك على ما تمتلك الدول من قوة في غياب القانون.
لكن التوجه الدولي في الوقت الحاضر اتخذ منحى التعاون بين الدول للقضاء على المشاكل التيتهدد البشرية أو الإنسانية، بما يكفل الاستقرار و الامن و السيادة للجميع، فبعد أحداث 11 سبتمبر2001 ، عرف العالم تحولات جديدة في مسار العلاقات بين الدول ما سمح بإستخدام بعض الأساليبالتدخلية الحديثة التي لم تكن معروفة من قبل، بالإضافة الى عودة التدخلات العسكرية المباشرة، ما
جعل السيادة اليوم و مبدأ عدم التدخل من المفاهيم النسبية التي لا تعني التحكم المطلق من قبل الدولةعلى كامل أراضيها ومصيرها.
و ليبيا تعتبر من بين دول العالم التي إستردت سيادتها حديثا بعد الإستقلال، الذي قام على إثره نظامحكم ملكي أعتمد فيه على تكريس الحكم الفردي، وذلك بزعامة الملك إدريس السنوسي ما جعله يأخذإتجاه مشابه لنظيره المغربي في المنطقة، وهذا ما جعله لا يدم طويلا إذ عرفت ليبيا إنقلابا على الحكمالملكي، وذلك من طرف مجموعة من ضباط الجيش في سنة 1969 ، لتعرف ليبيا توجها جديدا فيالحكم، وتصبح ذات نظام جمهوري بعد عزل الملك، وعرفت فيما بعد بالجماهيرية العظمى، حيثبرزت توجهات جديدة في طابع الحكم بآليات و مؤسسات جديدة ليس لها مثيل على المستوى العالميمثل اللجان الشعبية و المؤتمرات الشعبية، وتم إجلاء القواعد الأجنبية في ليبيا ومنها القواعد البريطانيةو الأمريكية و الفرنسية، لتبرز شخصية العقيد معمر القذافي كقائد ومحرر للبلاد، لتعرف التوجهاتالجماهيرية بعد ذلك مجموعة من العداءات والخلافات مع الدول المجاورة و الدول الأجنبية في نفسالوقت مثل الحرب مع تشاد و خطابات القذافي المعادية للغرب، مما أدخل ليبيا في دوامة من المشاكلوخاصة مع الدول الأجنبية، و إعتبرت هذه الدول ليبيا ونظامها السياسي خطر وعدو لها في المنطقة،ما تولد عنه العديد من الأزمات، وساهم في تغيير السياسة الخارجية و الداخلية الليبية أكثر من مرة.وقد مهدت عدت أحداث للتدخل و العمل على الإطاحة بنظام الحكم في ليبيا منها قضية لوكربي،
المشروع النووي، و شخصية معمر القذافي المعادية للغرب،...الخ، و قد إستغلت الدول الغربيةالاحداث التي وقعت في العديد من الدول العربية أو ما يسمى بالربيع العربي للإطاحة بنظام الحكم فيليبيا، حيث قام النظام الليبي بقمع الإنتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير، و هذا ما أعطى المبرر لهذهالدول للتدخل كطرف ثالث في الأزمة، مما جعل الأحداث تأخذ إتجاه عنيفا أدى في نهاية المطاف إلىسقوط نظام معمر القذافي بمساعدة الدول الأجنبية للإنتفاضة عبر التدخل العسكري.

إشكالية الدراسة :
على ضوء ما سبق ذكره نطرح الإشكالية التالية :
التساؤلات الفرعية :
و تندرج تحت الإشكالية جملة من التساؤلات الفرعية نذكر منها :
1- ما هو مفهوم التدخل الأجنبي في العلاقات الدولية ؟
2 -هل التدخل الأجنبي في ليبيا كان نتيجة لتوفر مصالح وأهداف إستراتيجية أو هو رد فعل دولي
لحماية قيم إنسانية وأخلاقية ؟
3 -إلى أي مدى ساهم التدخل الأجنبي في تغذية الإحتجاجات في ليبيا وإسقاط نظام القذافي ؟
4- ما هو مستقبل النظام السياسي في ليبيا ما بعد القذافي ؟

رابط التحميل :







تعليقات