مقدمــة
منذ ظهور العلاقات الدولية كحقل
مستقل عن علم السياسة ظهرت محاولا تنظيرية كثيرة على مستواه، تجلب من خلال مقربات،
نظريات واتجاهات مختلفة حاولت فهم وتفسير الواقع الدولي وإعطاء صور واضحة عما يحدث
داخله من تفاعلات وتأثيرات.
ومن ضمن تلك النظريات نجد
(النظرية النسوية) التي تعتبر اتجاها فكريا جديدا على مستوى نظرية العلاقات
الدولية. على غرار النقدية الاجتماعية والنبائية وما بعد الحداثة.
وقد حاولت النظرية النسوية
إعطاء تفسير لما يحدث في السياسة العالمية ككل وفي العلاقات الدولية كجزء. لذلك
تمحورت الإشكالية في هذا الموضوع حول : ما هو الشيء الجديد الذي أضافته النظيرية
النسوية للعلاقات الدولية ؟ أي ما هي إسهامات النظرية في حقل العلاقات الدولية ؟
وقد انحدرت تحت هذه الإشكالية
عدة فرضيات هي :
-
النظرية النسوية لم ترق بعد إلى نظرية في العلاقات
الدولية.
-
أفكار النظرية النسوية كانت تقريبا كلها اجتماعية
بقيت إسهاماتها النسوية ضيقة جدا ولم تبرز بشكل جلي
في حقل التنظير في العلاقات الدولية اعتمدنا في بحثنا هذا على خطة مكونة من
محورين. المحور الأول تناولنا فيه البناء النظري للنظرية النسوية وأدرجنا تحته
عناوين فرعية هي الجذور التاريخية للنظرية على اعتبار أنها نظرية جديدة في حقل
العلاقات الدولية ولهذا يجب إبراز الجانب التاريخي لها وضمناه مفهوم النظرية
النسوية وكذا عنصر الجنس (gernder)
الذي يعتبر أساس قيام هذه النظرية ثم المنطلقات الفكرية النسوية حتى نفهم لماذا
جاءت هذه النظرية في العلاقات بعد ذلك المحول الثاني الذي تناولنا فيها التيارات
الفكرية للنظرية النسوية والتي تتمثل أساس في ثلاث تيارات نسوية تجريبية وجهة
النظر النسوية والنسوية بعد الحداثة حتى تبرز هذه النظرية بصورة جلية للدارسين. ثم
في فرع ثاني قدمنا تقييما للنظرية من خلال اسهاماتها سواء على المستوى النظري أو
العملي الواقعي كما قدمنا انتقادات وجهت لهذه النظرية وقد اعتمدنا هذه الخطة كما
هي موضحة لنبين في الاول الجانب النظري خاصة الجزء التاريخي حتى نستطيع معرفة ما
هي الظروف التي ظهرت فيها هذه النظرية، ثم تبين منطلقاتها لأنه هو معروف ومتفق
عليه لكل نظرة منطلقات
-
فلا يمكن التخلي عنها. والمحور الثاني أبرز الاتجاهات
حتى نعرف ماذا قدمت هذه النظرية للعقلاات الدولية ، وخاصة في محاولة وضع حد لأزمة
التنظير في العلاقات الدولية.
رابط التحميل