العلاقة بين الإتحاد الأوربي وحلف شمال الأطلسي في مجال الأمن والدفاع


 

 

 

 

تمهيد

من أهم سمات القرن العشرين التكتلات والتحالفات الإستراتيجية الكبرى، والتي شملت مجالات عديدة منها السياسية، ومنها العسكرية، وكذلك هناك التكتلات الأكثر أهمية منذ الربعالأخير من القرن العشرين وهي التكتلات الإقتصادية، ولقد كانت التجربة الأوربية أحسن نموذج عن هذه التكتلات.
وبعدما أصبحت أوربا قوة إقتصادية بارزة في العالم فإنها أصبحت تتطلع إلى أن ُتصبح قطبًا سياسيافاعلا في الساحة الدولية، وعليه وإبتداءًا من سنوات التسعينات عرفت أوربا اتجاها متزايدا نحو توحيدسياساتها الخارجية والأمنية في التعامل مع الشؤون الدولية.
وفي سبيل خدمة هذا الطموح فإن أوربا كانت ملزمة بإيجاد سياسة أمنية ودفاعية مستقلة خاصة بها،وذلك من أجل المساهمة في إدارة أزمات ما بعد الحرب الباردة التي شهدتها القارة الأوربية لاسيما فيالجزء الشرقي منها، وإحلال الأمن والسلم الدوليين، ولهذا الغرض تم خلق ما يسمى بالسياسة الأوربية للأمن والدفاع الخاصة بالإتحاد الأوربي سنة 1998.
أدى سعي الإتحاد الأوربي إلى إيجاد سياسة أمنية ودفاعية إلى طرح مسألة علاقة أوربا بمنظمة حلف شمال الأطلسي بعد نهاية الحرب الباردة، وعندما نقول حلف شمال الأطلسي فإنه لابد من الأخذ في الحسبان الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الزعيم القيادي للحلف منذ إنشائه، وهذا ما يُثير كذلك مسألة العلاقة بين أوربا وأمريكا، حيث لمتخل العلاقات الأطلسية في أي وقت من مظاهر الهيمنة الأمريكية على الحلف المشترك، بما يشمل جوانب التسلح والقيادات العسكرية، وصناعة القرارالسياسي والأمني وهذا كان بدرجات متفاوتة أثناء الحرب الباردة، ولكن مظاهر الهيمنة لم تكن بادية على السطح بل بقيت وراء الستار الدبلوماسي، وما خفف من شِدَّتها هو الإرتباط بالحلف عبر مصالح
أمنية مشتركة في مواجهة المعسكر الشيوعي، ولكن هذه الهيمنة بلغت ذروتها وانتقلت إلى العلن عقب نهاية الحرب الباردة، وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كقطب أحادي في العالم.
أحدثت نهاية الحرب الباردة تغييرات جوهرية في الأجندة الأمنية للعلاقات الدولية، الأمر الذي أدى إلى ضرورة إعادة التفكير في الدفاع الأوربي الغربي، وتحديد نظام جديد للأمن الأوربي، إذ بدأ الحديث المباشر في أوربا عن سقوط الحاجة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي.
طرح تطوير الإتحاد الأوربي لسياسة أمنية ودفاعية إشكاليات ميزت النقاشات بين دول الإتحاد الأوربي، إذ رأى البعض وتساندهم في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بأن إيجاد سياسة أوربية للأمن والدفاع هي بمثابة منافسة لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وأنها تؤدي في المستقبل إلى نسف هذا الحلف وانهياره، وفي المقابل نجد دول أوربية أخرى في الإتحاد الأوربي تعتقد بأن السياسة الأوربية للأمن والدفاع هي بمثابة تكامل يُضَاف إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في خدمة الأمن الأوربي.
ُتثير في الحقيقة هذه الآراء المختلفة طرح الإشكالية الرئيسية التالية :
هل العلاقة بين الإتحاد الأوربي ومنظمة حلف شمال الأطلسي في مجال الأمن والدفاع هي علاقة تكامل أم تصادم؟
.

عناصر الدراسة :
1-  ماهية الأمن الأوربي .
2- الإتحاد الأوربي بين التحالف والإستقلالية في بيئة أمنية مغايرة.
3- العلاقات الأورو – أطلسية في ظل الأزمة الأمريكية العراقية.
خاتمة.
قائمة المراجع.

رابط التحميل :
تعليقات