تأثير جائحة كورونا على النظام العالمي: قراءة في المتغيرات الدولية والإقليمية المحتملة

خصائص النظام العالمي الجديد  ملامح النظام العالمي الجديد  النظام العالمي الجديد pdf  مراحل تطور النظام العالمي الجديد  ماهية النظام العالمي الجديد  النظام العالمي الجديد الماسونية  النظام العالمي الجديد والعولمة  مفهوم النظام العالمي الجديد pdf خصائص النظام العالمي الجديد النظام العالمي الجديد pdf النظام العالمي الجديد وعلم آخر الزمان النظام العالمي الجديد 2030 النظام العالمي الجديد الماسونية عملة النظام العالمي الجديد النظام العالمي الجديد والقطبية الواحدة PDF ولادة النظام العالمي الجديد النظام العالمي الجديد بالانجليزية مستقبل النظام الدولي النظام الدولي الجديد بعد كورونا النظام العالمي الجديد والعولمة كيف يكون النظام العالمي بعد انتشار كورونا الفرق بين النظام الدولي والنظام العالمي pdf النظام الدولي pdf مفهوم النظام الدولي وعناصره إعادة النظر في النظام الدولي الجديد pdf مستقبل النظام الدولي PDF نظام أحادي القطبية كتاب النظام العالمي الجديد النظام الاقتصادي العالمي الجديد
تأثير جائحة كورونا على النظام العالمي: قراءة في المتغيرات الدولية والإقليمية المحتملة


ما هي تداعيات جائحة كورونا على مستقبل الدولة فوق الوطنية (الدولة المركبة أو الأشكال الإندماجية الأخرى)؟ خاصة وأن تكتل الإتحاد الأوروبي خالل هذه الأزمة ظهر عاجزا، وهل صارت العودة إلى الدولة الوطنية بمفهومها الكلاسيكي وشكلها المركزي خيارا استراتيجيا وضروريا لإدارة الأزمات؟ لاسيما وأن بعض الدول كالمغرب بإمكاناتها المحدودة استطاعت أن تدبر هذه الجائحة بطريقة أفضل نسبيا من ببعض الدول، طريقة مكنتها من احتواء الأزمة وتقليل الخسائر البشرية. 
وما هي انعكاسات وتأثيرات كورونا على موازين القوى الدولية الراهنة؟ و ما هي تداعياتها على التكتلات الإقليمية كالإتحاد الاوروبي؟ وما هي انعكاساتها على بعض الملفات الإقليمية الحيوية كملف الصحراء؟ وكيف ستؤثر هذه الجائحة على الإنتخابات الأمريكية القادمة خاصة وأن الديمقراطيون حسموا مبكرا هوية مرشحهم لمنافسة ترامب؟.




محمد الزهراوي


ارتبطت الجوائح عبر التاريخ بسقوط وانهيار بعض الإمبراطوريات، وتصدع الحكومات، وقتل وإبادة أجيال بأكملها وإحداث تغيرات جوهرية على مستوى الواقع والمسلمات العلمية والثقافية الرائجة، وإعادة تشكيل الخرائط والتحالفات والتوازنات الجيو-إستراتيجية السائدة.

جوائح كثيرة غيرت مجرى التاريخ، والأمثلة عديدة ومؤرخة ومسجلة، فحسب المؤرخين، فالطاعون الأنطوني(180-165 ق.م) يعتبر السبب المباشر في سقوط الإمبراطورية الرومانية الذي تفشى في روما إبان فترة حكم ماركوس أوريليوس خامس أباطرة السلالة النيرفية الأنطونية.أما جائحة "الموت الأسود" (1347-1352)، فقد وصفتها مجلة هيستوري توداي الشهرية -التي تصدر في لندن- بأنها أعظم كارثة على الإطلاق، حيث بلغ الموتى رقما مذهلا هو قرابة مئتي مليون شخص.

بالإضافة إلى ما يعرف بالأنفلونزا الاسبانية ( 1918-1920)التي انتشرت إبان الحرب العالمية الأولى، حيث تفشت في موجتين، الأولى بدءاً من عام 1918 قبل أن تنتهي عام 1920. وأُصيب بالوباء زهاء 500 مليون شخص، توفي منهم خمسون مليونا حول العالم، حسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي مؤسسة وطنية أميركية رائدة في مجال الصحة العامة.

وقد بدت الحضارة الإنسانية منتشية ومرتاحة إزاء تراجع خطر " الأوبئة والجوائح" خلال العقود الأخيرة، بعدما استطاع الإنسان بواسطة العلم والمعرفة أن يطوع الطبيعة نسبيا، وأن يطور لقاحات وأدوية جنبته المآسي والكوارث التي عرفتها البشرية خلال القرون السابقة، إلا أنه خلال القرن الواحد والعشرين، سيتكرر نفس السيناريو والفواجع نفسها، إذ أنتشر وباء كوفيد 19 الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بمثابة " جائحة"، ويستخدم وصف الوباء العالمي أو الجائحة (pandémique) لوصف الأمراض المعدية عندما يسجل تفشيا واضحا لها وانتقالا من شخص إلى آخر في عدد من البلدان في العالم في الوقت نفسه.

وفي ظل هذا الوضع، أصبح الحديث عن إعادة تقييم "ارتدادات العولمة" فى ظل تنامى التناقضات والتوترات المصاحبة لمخرجات أزمة فيروس كورونا "19-Covid" وانعكاساتها الإنسانية والسياسية والاقتصادية على مختلف مكونات النظام العالمي. وكذلك الدفع بإعادة إنتاج أطر نظرية ومفاهيم قادرة على استيعاب الواقع الجديد، بل أن يتجاوز الأمر نحو التنظير للبدء بعملية "فك الارتباط" وإعادة هندسة النظام الدولي بما يتوافق مع أبستمولوجيا الأمننة لمجتمع المخاطر



تعليقات