الـثـورة الـبـيـولـوجـيـة بـيـن إفـرازاتـهـا الحيوية ورهاناتها الأخلاقية |
لقد تعودنا على التفكير بأن مستقبلنا في النجوم، و لكننا نعلم الآن أنه كائن في جيناتنا..... لا أرى فرقا بين امتلاك الإنسان أو امتلاك جيناته"" جيمس واطسون "
هشام مصباح
حين ازدهرت العلوم إبان عصر النهضة في أوروبا، كان علم البيولوجيا أقل هذه العلوم تطورا ذلك مرده أن علماء عصر النهضة والعصور التي تلته كانوا مبهورين ومشدودين للتعرف على أسرار الكون من حولهم كحركة الأجرام السماوية وغيرها لذلك نجد علوم الفلك والكيمياء والفيزياء كانت هي الأوفر حظا من البحث والتجريب و ذيوع الصيت بينما بقي علم وعلماء البيولوجيا هم الأقل شأنا وشهرة, ولكن هذه الحالة من التجاهل بدأت تتآكل بالتدريج خاصة في القرن التاسع عشر الذي برزت فيه علوما جديدة كعلم التطور وعلم الوراثة التي جذبت إليها الكثير من الأضواء والاهتمام.
أما التغير الأكبر من حالة التجاهل الشديد إلى حالة الولع بالبيولوجيا، فقد تم مع ثورة البيولوجيا الجزئية واكتشاف التركيب الأساسي للدنا و ما استتبعه من تطبيقات فاقت كل تخيل فقد كانت الثورة البيولوجيا هي المؤِشر الأول لانتقال عقول عظيمة في كل أنحاء العالم من دراسة العالم الخارجي إلى دراسة عالم أكثر إبهارا موجودٌ بداخلنا يعج بالكثير من المجد والثروة. فقد انكب الإنسان على دراسة نفسه، وغيره من الكائنات برغبة مهولة، وشبقا لا يرتوي وكأنه يحاول انطلاقا من ذلك أن يعوض ما فاته من قرون عديدة لم يستثمرها في دراسة نفسه هذا ما نلمسه من خلال الأبحاث والإنجازات المطردة للبيولوجيا التي نلمس فيها تلك الرغبة العارمة في مواصلة البحث و طرق آفاق المجهول بأي ثمن، مما ولد العديد من التساؤلات حول ما وصلت إليه الثورة البيولوجية بمختلف انجازاتها التي حققتها في فترة زمنية قصيرة، نتيجة ذلك النمو المطرد في البحوث العلمية وتطبيقاته العملية، والتي كانت الدافع لعجلة التقدم في كافة مجالات الحياة،ما يِؤكد قدرة العلم وامتداده للسيطرة على طبيعة الإنسان الداخلية بعد أن قطع أشواطا بعيدة في السيطرة على الطبيعة الخارجية.
من هنا سنحاول التعرف على أهم المحطات الأساسية والجوهرية في تاريخ علم الأحياء منذ النشأة المتأخرة له، وحتى الثورة البيولوجية و منجزاتها التي تفاجئنا بها كل يوم مختبرات الأبحاث البيولوجية في شتى أنحاء العالم والتي حقيقة هيروشيما بيولوجية ورهانات البيواطيقا بوصفها مبحث جديد يبحث في إفرازات هذه الثورة وتطبيقاتها على الحياة والحي, كل هذا ما سنحاول معرفته، من خلال هذه الورقة البحثية الموسومة بالثورة البيولوجية ورهانات البيواطيقا.
محاور الدراسة:
مقدمة
1- البيوتكنولوجيا و الثورة البيلوجية:
*- مفهوم البيوتكنولوجيا.
*- تطبيقات الثورة البيولوجية.
2- آمال البيوإطاقيا و طموحاتها:
*- البيوإطاقيا و المفهوم الجديد للجسد البشري.
*- البيوإطاقيا و جدلية العلم و الأخلاق.
*- البيوإطاقيا و إنسانية الإنسان.
الخاتمة.
تعرف أكثر: