استراتيجية الإنذار المبكر للتنبؤ بالأوبئة العالمية و طرق مواجهتها "دراسة حالة فيروس كورونا"

الإنذار المبكر، الأوبئة العالمية، الإستراتيجيات، فيروس كورونا،كيفية مواجهة فيروس كورونا
استراتيجية الإنذار المبكر للتنبؤ بالأوبئة العالمية و طرق مواجهتها "دراسة حالة فيروس كورونا"

تواصل منظمة الصحة العالمية تتبّع وضع الأمراض المعدية الآخذ في التطوّر وقرع أجراس الإنذار عند اللزوم وتقاسم الخبرات وتنظيم أنشطة المواجهة اللازمة لحماية السكان من آثار الأوبئة، أياً كان منشؤها وحيثما وُجد.



1-  اللوائح الصحية الدولية

يتمثّل المبدأ الأساسي للوائح الصحية الدولية في ضمان أقصى درجات الحماية من انتشار الأمراض على الصعيد الدولي مع أدنى تدخل ممكن في حركة النقل العالمية. ويجري حالياً تنقيح اللوائح الصحية الدولية لتوفير إطار يمكّن منظمة الصحة العالمية من الاضطلاع بأنشطة الإنذار بحدوث الأوبئة ومواجهتها على وجه السرعة، وتلك الأنشطة يتم تنفيذها بشكل فعلي بالتعاون مع الدول الأعضاء من أجل مكافحة الفاشيات على الصعيد الدولي وتعزيز الأمن الصحي العالمي.

وستتضمن اللوائح الصحية المنقحة بعض المفاهيم العملية الجديدة، منها ما يلي:
الإبلاغ عن جميع "حالات الطوارئ الصحية التي تثير القلق على المستوى الدولي"
التثبّت من حدوث الفاشيات استجابة لطلب تصدره منظمة الصحة العالمية
صون القدرات الأساسية الوطنية للإنذار والمواجهة في المراحل المبكّرة
تقييم المخاطر الدولية وتقديم المساعدة اللازمة على وجه السرعة .
:: إدارة الأحداث على نحو شامل للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها على الصعيد الدولي

تتغيّر المعطيات الوبائية والمعلومات العملية عن الفاشيات بشكل سريع ومتواصل. لذا أنشأت منظمة الصحة العالمية "نظاماً شاملاً لإدارة الأحداث" من أجل معالجة المعلومات الحاسمة الأهمية المتعلقة بالفاشيات وضمان اتصالات دقيقة ومناسبة بين أهمّ المهنيين العاملين في مجال الصحة العمومية على الصعيد الدولي، بما في ذلك المكاتب الإقليمية والمكاتب القطرية التابعة للمنظمة والمراكز المتعاونة معها والشركاء في الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها.





ويتميّز نظام إدارة الأحداث بما يلي:

قواعد معطيات شاملة تتضمن الاستخبارات الوبائية وحالة التثبّت والتحرّيات المختبرية والمعلومات العملية
تتبّع وتسجيل التسلسل الزمني للفاشيات والقرارات الأساسية والإجراءات الهامة التي يتخذها كل من منظمة الصحة العالمية وشركائها، فضلاً عن أهمّ الوثائق الصادرة في هذا المجال
إدارة أنشطة الدعم اللوجيستي والمعدات والمواد والإمدادات الخاصة اللازمة لعمليات المواجهة
قاعدة معطيات متكاملة تتضمن مهارات الخبراء الدوليين وخبراتهم وتوافرهم من أجل تشكيل أفرقة المواجهة
تصنيف المؤسسات التقنية في الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها، مع التركيز على مدى تأهّب تلك المؤسسات لدعم مكافحة الفاشيات على الصعيد الدولي ومدى قدرتها على القيام بذلك
منتجات إعلامية موحدة للدول الأعضاء ومسؤولي الصحة العمومية ووسائل الإعلام وعامة الناس
وسائل الاتصال بالشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها من أجل تعزيز القدرات العملية في مجال التأهّب.

ويتيح نظام إدارة الأحداث التابع لمنظمة الصحة العالمية إمكانية تشكيل صورة ديناميكية عن عمليات الإنذار والمواجهة وتقديم معلومات لاتخاذ إجراءات على نحو منهجي بغية تمكين كل من منظمة الصحة العالمية والشبكة العامية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها من تحسين التأهّب لمواجهة الأحداث الطارئة على نحو أفضل وبشكل أسرع وإدارة الموارد بمزيد من الفعالية. ويجري حالياً تعزيز هذا النظام من أجل دعم الجوانب العملية الخاصة بالإنذار والمواجهة للوائح الصحية الدولية.

2- مواجهة استخدام العوامل البيولوجية بطرق متعمدة:

تمثّل أنشطة الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها وما تضطلع به منظمة الصحة العالمية من أنشطة على الصعيد العالمي في هذا المجال بغية الكشف عن الأوبئة والتثبّت منها واحتوائها إحدى الركائز الأساسية للأمن الصحي العالمي. وفي حال إطلاق عامل بيولوجي بطرق متعمدة ستؤدي تلك الأنشطة دوراً أساسياً في تعزيز فعالية جهود الاحتواء على الصعيد الدولي.

3- دراسة حالة "فيروس كورونا" و كيفية اتخاذ الإحتياطات اللازمة لذلك:

1- ما هو فيروس كورونا؟

فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان. ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس). ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض فيروس كورونا كوفيد-19.





2- ما هو مرض كوفيد-19؟

مرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً. ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس وهذا المرض المستجدين قبل اندلاع الفاشية في مدينة يوهان الصينية في كانون الأول/ ديسمبر 2019.

3- ما هي أعراض مرض كوفيد-19؟

تتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً. ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض. ويتعافى معظم الأشخاص (نحو 80%) من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص. وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بعدوى كوفيد-19 حيث يعانون من صعوبة التنفس. وتزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، بأمراض وخيمة. وقد توفى نحو 2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من الحمى والسعال وصعوبة التنفس التماس الرعاية الطبية.

4- كيف ينتشر مرض كوفيد-19؟

يمكن أن يصاب الأشخاص بعدوى مرض كوفيد-19 عن طريق الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس. ويمكن للمرض أن ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس. وتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص. ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بمرض كوفيد-19 عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس عينيهم أو أنفهم أو فمهم. كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره. ولذا فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد (3 أقدام).

وتعكف المنظمة على تقييم البحوث الجارية بشأن طرق انتشار مرض كوفيد-19 وستواصل نشر أحدث ما تتوصل إليه من نتائج. 

5- هل يمكن للفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 أن ينتقل عبر الهواء؟

تشير الدراسات التي أُجريت حتى يومنا هذا إلى أن الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 ينتقل في المقام الأول عن طريق ملامسة القُطيرات التنفسية لا عن طريق الهواء. انظر الإجابة عن السؤال السابق: "كيف ينتشر مرض كوفيد-19؟"
هل يمكن أن يصاب المرء بالمرض عن طريق شخص عديم الأعراض؟

تتمثل الطريقة الرئيسية لانتقال المرض في القُطيرات التنفسية التي يفرزها الشخص عند السعال. وتتضاءل احتمالات الإصابة بمرض كوفيد-19 عن طريق شخص عديم الأعراض بالمرة. ولكن العديد من الأشخاص المصابين بالمرض لا يعانون إلا من أعراض طفيفة. وينطبق ذلك بصفة خاصة على المراحل المبكرة للمرض. ولذا فمن الممكن الإصابة بمرض كوفيد-19 عن طريق شخص يعاني مثلاً من سعال خفيف ولا يشعر بالمرض. وتعكف المنظمة على تقييم البحوث الجارية بشأن فترة انتقال مرض كوفيد-19 وستواصل نشر أحدث النتائج. 

6- هل يمكن أن أصاب بمرض كوفيد-19 عن طريق براز شخص مصاب بالمرض؟

تبدو مخاطر انتقال مرض كوفيد-19 عن طريق براز الشخص المصاب بالعدوى محدودة. وفي حين أن التحريات المبدئية تشير إلى أن الفيروس قد يتواجد في البراز في بعض الحالات، فإن انتشاره عبر هذا المسار لا يشكل إحدى السمات الرئيسية للفاشية. وتعكف المنظمة على تقييم البحوث الجارية بشأن طرق انتشار مرض كوفيد-19 وستواصل نشر النتائج الجديدة. ولكن نظراً إلى ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر، فإنه يعد سبباً آخر لتنظيف اليدين بانتظام بعد استخدام دورة المياه وقبل تناول الطعام.
كيف يمكنني حماية نفسي ومنع انتشار المرض؟
تدابير الحماية للجميع

اطّلع باستمرار على آخر المعلومات عن فاشية مرض كوفيد-19 التي تُتاح على موقع المنظمة الإلكتروني والتي تصدرها سلطة الصحة العمومية الوطنية والمحلية في بلدك. لقد سجّلت بلدان كثيرة في العالم حالات إصابة بمرض كوفيد-19، وشهد العديد منها فاشيات. ولقد نجحت السلطات المعنية في الصين وفي بعض البلدان الأخرى في إبطاء وتيرة انتشار فاشياتها أو وقفها تماما. ونظرا لأنه من الصعب التنبؤ بتطور الوضع، يرجى الاطلاع بانتظام على آخر الأخبار.





7- يمكنك الحد من احتمال إصابتك بمرض كوفيد-19 أو من انتشاره باتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة:

1- نظف يديك جيداً بانتظام بفركهما مطهر كحولي لليدين أو بغسلهما بالماء والصابون.
لماذا؟ إن تنظيف يديك بالماء والصابون أو فركهما بمطهر كحولي من شأنه أن يقتل الفيروسات التي قد تكون على يديك.

2- احتفظ بمسافة لا تقل عن متر واحد (3 أقدام) بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس.
لماذا؟ عندما يسعل الشخص أو يعطس، تتناثر من أنفه أو فمه قُطيرات سائلة صغيرة قد تحتوي على الفيروس. فإذا كنت شديد الاقتراب منه يمكن أن تتنفس هذه القُطيرات، بما في ذلك الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 إذا كان الشخص مصاباً به.

3- تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك.
لماذا؟ تلمس اليدين العديد من الأسطح ويمكنها أن تلتقط الفيروسات. وإذا تلوثت اليدان فإنهما قد تنقلان الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم. ويمكن للفيروس أن يدخل الجسم عن طريق هذه المنافذ ويصيبك بالمرض.

4- تأكد من اتّباعك أنت والمحيطين بك لممارسات النظافة التنفسية الجيدة. ويعني ذلك أن تغطي فمك وأنفك بكوعك المثني أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل المستعمل على الفور.
لماذا؟ إن القُطيرات تنشر الفيروس. وباتّباع ممارسات النظافة التنفسية الجيدة تحمي الأشخاص من حولك من الفيروسات مثل فيروسات البرد والأنفلونزا وكوفيد-19.
إلزم المنزل إذا شعرت بالمرض. إذا كنت مصاباً بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، التمس الرعاية الطبية واتصل بمقدم الرعاية قبل التوجه إليه. واتّبع توجيهات السلطات الصحية المحلية.





تعليقات