النظرية "البنائية" في العلاقات الدولية

 النظرية النسوية في العلاقات الدولية النظرية البنائية pdf مستقبل النظرية في العلاقات الدولية النظرية الواقعية في العلاقات الدولية نظريات العلاقات الدولية PDF النظرية المعيارية في العلاقات الدولية مدارس العلاقات الدولية مستويات التحليل في العلاقات الدولية النظرية الليبرالية في العلاقات الدولية نظرية الصراع في العلاقات الدولية PDF النظرية المثالية في العلاقات الدولية النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية pdf نظريات العلاقات الدولية
النظرية "البنائية" في العلاقات الدولية

سوف نناقش في هذه المقالة "ماهية النظرية "البنائية في العلاقات الدولية من خلال:

1- مفهوم "النظرية البنائية".
2- تطور "الفكر البنائي".
3- أقسام "النظرية البنائية".
4- افتراضات "النظرية البنائية".
5- مقارنة النظرية "البنائية" بالنظرية "الواقعية" و "اللبيرالية" في العلاقات الدولية


من المهم اًن نلقي نظرة معمقة..... ليس على عالم مبسط، كله نوايا حسنة اًوكله عدوانية، وإنما عل العالم كما هوعلى حقيقته المعقدة، والمتغيرة و أحياناً خطيرة                                                                                               جيمي كارتر"، رئيس أمريكي سابق"

1- مفهوم "النظرية البنائية":


إن تأثير "البنائية" ينمو باستمرار كمقاربة لدراسة السياسة الدولية. بجذور فكرية تعود إلى "النظرية الاجتماعية النقدية" التي جاءت من مدرسة "فرانكفورت" في القرن العشرين، العلماءالمعاصرون الذين أثروا في التطوير النظري لهذا المنظور منهم "الكسندر وندت" و "فريدريك كراتوشويل" و "نيكولاس اونف". تتميز البنائية بأنها دراسة متأنية بأن الوعي بكيفية فهمنا للعالم بتشكل فردياً واجتماعياً ، وكيف أن الأفكار السائدة تصبغ معتقداتنا حول ما هو ثابت وما يمكن إصلاحه، يسمح لنا أن نرى العلاقات الدولية في ضوء جديد ونقدي. 





البنائية، و توصف أحياناً كوجهة نظر فلسفية علمية بدلأ من نظرية عامة متكاملة، تفرض أن الفهم الأفضل للسياسة الدولية يتم بالنظر إليها من خلال الفعل البشري.
من هذا المنطلق فإن الفهم الكامل للعلاقات الدولية يتطلب معرفة السياق الاجتماعي التي تقوم عليها هذه العلاقات: "هويات الفاعلين وقواعد سلوكهم، وتفاعلاتهم الاجتماعية مع النظام الدولي". 

2- تطور "الفكر البنائي

إن تفكك "حلف وارسو" ولاحقاً تفكك "الاتحاد السوفيتي"، وصعود الأصولية الدينية، ونمو القوميات الصغرى خلال التسعينيات، حفز اهتمام العلماء في التفسيرات البنيوية للسياسة العالمية. كما لاحظ أستاذ العلوم السياسية "باري بوزان"  بعد فترة طويلة من الإهمال، يتم جلب البعد الاجتماعي (أو المجتمعية) للنظام الدولي مرة أخرى ليحتل مكانة داخل علم العلاقات الدولية وذلك بسبب الزيادة في الاهتمام بالبنائية" . لم تتوقع "الواقعية" ولا "الليبرالية" نهاية سلمية للحرب الباردة، وكان لكل من النظريتان صعوبة في شرح لماذا وقعت .عندما فعلت البنائية تعزو هذا إلى مادية والتوجه الفردي لكل من الواقعية واللبرالية، وجادل البنائيون بأن تفسيرآ يعالج دور التغيير في الأفكار والهويات يقدم تفسيرات متفوقة للتغيير في النظام.

3- أقسام "النظرية البنائية":


كما هو الحال في اللبيرالية والواقعية، ضمن منظور البنائية هناك العديد من فروع الفكر واحدة من أبرزها "البنائية الاجتماعية"، التي تؤكد عل تشكيل الهوية الجامعية. 
"الكسندر ويندت"، الذي يرجع إليه الفضل عل نطاق واسع في التطبيق المعاصر للبنائية الاجتماعية في السياسة الدولية، تحدى الأسس المادية والفردية لكل من الواقعية والليرالية. ..
يتم تحديد الهياكل التنظيمية الإنسانية في المقام الأول من خلال الأفكار المشركة بدلأ من القوى المادية ...
 ويوضح "ألكسندر ويندت"  





ويتم بناء هويات ومصالح الفاعلين الهادفين من خلال هذه الأفكار المشتركة بدلأ من ظهورها بحكم طبيعتها . 

أ- البنائية الاجتماعية: ترى أن "هيكل النظام الدولي" من منطلق "توزيع للأفكار"، في حين أن "الواقعيون الجدد" يرون هيكل النظام في سياق "توزيع الإمكانات المادية" و"اللبيراليون الجدد" يرون أنها "توزيع القدرات المؤسسية داخل البنية الفوقية".

 وفقا للبنائية الاجتماعية، يتأثر كل واحد منا بالفهم الجماعي للسياسة العالمية والذي يتعزز بالضغوط الإجتماعية من الجماعات المرجعية التي ننتمي إليها.

 هناك قلق من أن "البنائية الاجتماعية" تكثر من التأكيد عل دور "الهياكل الاجتماعية" عل حساب جهات هادفة كالقادة السياسيون للدول أو المنظمات الذين تساعد ممارساتهم عل خلق وتغيير هذخ الهياكل. 
3- البنائية الاجتماعية تميل إلى تجسيد الدول عن تصويرهم كالأفراد الذين تصبح قراراتهم تؤلف الحياة الدولية، والبنائية تقول القليل عن الممارسات التي تنتج الدول كمنتج.

ب- "البنائية" "الموجهة بالعوامل": تعالج هذا الضعف بتركيزها عل التأثيرات الفردية عل الهويات. 

4- إفتراضات "النظرية البنائية":

هذه الافتراضات المختلفة لها آثار مثيرة للاهتمام لكيفية عرض البنائية للعلاقات الدولية.  فإن التصور والفهم لعالمنا يجدد ويشكل الواقع. 
1- يؤكد "البنائيون" على "الصفة غير الموضوعية لهذه الصور": كيف تشكل المواقف السائدة هذه التصورات. 
2- "الأفكار تحدد الهويات": والتي بدورها تؤثر عل معنى القدرات المادية والسلوك. ولذلك، فالمؤسسات الدولية التي يراها العديدين كأمر مفروغ منه و كنتيجة طبيعية وحتمية للسياسة العالمية هي في الحقيقة نتاج المعايير المشتركة، والأفكار، والعلاقات. 

عل سبيل المثال، معنى مفهوم مثل "الفوضى" يعتمد عل المعرفة المشتركة الكامنة. الفوضى بين الحلفاء، مثلا، يحمل معنى مختلف عن معنى الفوضى بين عدوين لدودين. 

 3- "البنية الاجتماعية الكامنة وراء هذه العلاقات مرنة": فأفكار ومصالح الفاعلين قد تتغير مع تغير طبيعة تفاعلاتها، وتغير الطريقة التي تفهم فيها الجهات الفاعلة الأخرى. وبالتالي، فالدول التي لديها تاريخ من التنافس يمكن أن تتغير الطبيعة الأساسية للعلاقات إذا كانت ،مع مرور الوقت، قادرة عل إنشاء أنماط من التفاعلات والتعاون السلمي.  مثال: "الاتحاد الأوروبي"، والتي يتكون من العديد من الدول التي حاربت بعضها البعض في كل من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ولكن كانت بعد ذلك قادرة في النصف الأخير من القرن العشرين عل تطوير هوية مشتركة، أو شعور جماعي . 

5- مقارنة النظرية "البنائية" بالنظرية "الواقعية" و "اللبيرالية" في العلاقات الدولية:

الجدول "2" يبين كيف تختلف البنائية عن كل من الواقعية و اللبيرالية. بعكس الواقعية و اللبيرالية، اللتين تفرضا أن البنى الأساسية للسياسة الدولية "مادية" و تركزا عل الكيفية التي تؤثر فيها عوامل موضوعية مثل "القوة العسكرية" و "الثراء الاقتصادي" على العلاقات الدولية، ترى "البنائية" أن البنى الأساسية هي اجتماعية. و بينإ تفرض كل من الواقعية و الليرالية أن ما يفضله الفاعلون ثابت و معروف-حيث تركز الواقعية على "القوة" و اللبيرالية على "السلم و الرخاء"- فإن البنائية ترفض "العقلانية" و تؤكد أن "البنى الاجتماعية تشكل السلوك، كما تشكل هوية الفاعلين و مصالحهم".

elsiyasa-online.com





تعليقات