الرأسمالية والنظام العالمي الناشئ |
الرأسمالية والنظام العالمي الناشئ (تحميل كتاب مجاني pdf)
باري بوزان, جورج لوسون
هناك توافق عام على أن العالم يتغير، ولكنْ ثمة اختلاف حول الكيفية التي يتغير بها. ويحدد المعلقون هذا التغير في «انتقال القوة» من الغرب إلى الشـرق، وتبدُّل مكانة القوة العظمى بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أو الانتقال من حقبة الثنائية القطبية إلى الأحادية القطبية، والتعددية القطبية أو حتى اللاقطبية.
وترتبط هذه التحليلات بمجموعة ديناميات متنوعة يُقال إنها تُربك العمل السلس للنظام الدولي، هي: العولمة، والنزعة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية، وديناميات الثورة والثورة المضادة، ورأس المال التمويلي، والتغير المناخي، وصعود الأطراف الفاعلة من غير الدول، والتهديدات الأمنية الجديدة، والتأثيرات المربكة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وغير ذلك.
إن التغيرات التي تثير اهتمام المعلقين المعاصـرين وتهمّهم أو تربكهم، تعود بجذورها إلى ظهور الحداثة خلال «القرن التاسع عشـر الممتد». والمقصود بالحداثة هنا: تشكيلة الرأسمالية الصناعية، والدول العقلانية-البيروقراطية، والأيديولوجيات الجديدة المرتبطة بأفكار التقدم. هذه التشكيلة دفعت باتجاه تحول عالمي، أدى بدوره إلى صعود الغرب وبناء اقتصاد سياسـي عالمي على درجة عالية من عدم المساواة. وهذه التشكيلة نفسها تمكّن اليوم من «صعود البقية».
نتيجة لذلك، نجد أن الفجوة في القوة التي كانت بمنزلة حجر الأساس لنظام دولي قائم على بنية المركز – الهامش (core-periphery)، بدأت تتلاشـى. وبدأ يحل محلها نظام لا مركزي، حيث لا يوجد هناك قوة واحدة أو مجموعة من القوى: فالعالم يمر بتحول من عولمة تتركز في الغرب إلى عولمة لامركزية.