المشروعية الأخلاقية للحرب بين ريتشارد نورمان و كارل فون كلاوزفيتز (R.Norman VS C.Clausewitiz)

www.elsiyasa-online.com
المشروعية الأخلاقية للحرب بين ريتشارد نورمان و كارل فون كلاوزفيتز (R.Norman VS C.Clausewitiz)

د. هدى محمد عبد الرحمن جاب الله

يسلط هذا البحث الضوء على المشروعية الأخلاقية للحرب عند كلا من كارل فون كلاوزفيتز و ريتشارد نورمان , ويحاول أن يناقش العلاقة الجدلية بين الأخلاق والحرب عند بعض الفلاسفة قديما وحديثا , كما يعرض البدائل الأخلاقية للحروب غير العادلة مثل المفاوضات والمعاهدات الدولية , وكذلك يقدم الدروس الأخلاقية المستفادة من الحروب الظالمة والفاشلة أخلاقيا , ويعطى الحلول الأخلاقية لتفادى الحروب غير العادلة فى المستقبل . 




تكمن أهمية هذا البحث : فى إنه يقدم تحليل فلسفى وأخلاقى لوجهتى نظر متعارضة بشأن المشروعية الأخلاقية للحرب عند أثنين من الفلاسفة المعاصرين , الأول هو كارل فون كلاوزفيتز من دعاة الحرب على الإطلاق , الذى يرى أن الحرب مشروعة وجائزه أخلاقيا, ومن ثم يمثل النظرية الواقعية العسكرية ويتبنى المنهج النفعى والميكافيلية ويقدس قيمة القوة واليد العليا ويؤكد على المصلحة الشخصية والوطنية للدولة , والثانى هو ريتشارد نورمان الذى يعد من أنصار السلام ورفض الحروب على الإطلاق , وبالتالى كانت رؤيتة الأخلاقية تتمثل فى أن الحرب غير مشروعة أو جائزه أخلاقيا لأنها غير ضرورية وتمثل كارثة أخلاقية بكل المقاييس, ولذلك تبنى المنهج المثالى الإيثارى ورفض المنهج النفعى , كما إنه تمسك بالقانون الذهبى فى الأخلاق " عامل الآخرين بما تحب أن يعاملوك به " , وقدس قيمة الحياة واحترام الإنسانية ورفض العنف ونادى بقيمة المسالمة والسلام , ويمكنا أن نرى بوضح التناقض بين القيم الأخلاقية لدى الاثنان .
 أهم نتائج البحث : - إنه يناقش موقف ثالث بشأن المشروعية الأخلاقية للحرب يتمثل فى نظرية الحرب العادلة , فليست كل الحروب مبررة أخلاقيا كما عند كارل فون كلاوزفيتز , كما أنه ليست كل الحروب غير مبررة أخلاقيا كما عند ريشارد نورمان , لذلك لا يجب علينا أخلاقيا أن نتمسك بالنظرية الواقعية العسكرية فى الحرب عند كلاوزفيتز , ولا نظرية المسالمة عند ريتشارد نورمان ,بل يجب علينا أخلاقيا أن نتمسك بنظرية الحرب العادلة التى ترى إنه لا يجب علينا أن نصبح من دعاة الحرب على الدوام أو من دعاة السلام على الدوام ,ومن ثم لا يجب علينا أن نقبل كل الحروب (عادلة أو ظالمة ) بلا استثناء , ولا أن نرفض كل الحروب ( عادلة أو ظالمة ) , فليست كل الحروب غير مبررة أخلاقيا , فهناك حروب مبررة أخلاقيا لأنها عادلة أخلاقيا مثل الحروب التحررية وحروب مقاومة العدوان , ومن ثم لا يجب أن نتمسك بالنظرية الواقعية أو نظرية المسالمة بل بنظرية الحرب العادلة التى تؤكد على السلام العادل أخلاقيا وترفض السلام الظالم وترى أن الحرب العادلة افضل من السلام الظالم . - يجب علينا أخلاقيا أن نتخلى عن المذهب النفعى فى الحرب لأنه مدان أخلاقيا لأنها تتعارض مع التزاماتنا وواجباتنا الأخلاقية .








تعليقات