علم العلاقات الدولية و القيم ... أية علاقة؟. |
د. محمد عدار
إذا كانت "الوضعية"، " positivisme "ل"أوجست كونت "(8971 م- 8189 م) قد استطاعت استبعاد النظرة الميتافيزيقية من مجموع النشاط المعرفي للإنسان سواء في العلم الطبيعي أو العلم الإنساني، حيث أن علم العلاقات الدولية لا يخرج عن هذه "الاكتفائية فإن هذه المنهجية الوضعية بدورها قد لحقتها أعطاب خاصة ما تعلق بأسس ببنائها المنهجي و المعرفي.
استند علم العلاقات الدولية وفق المنهجية الوضعية على تطبيق أسس البحث العلمي القائمة على الملاحظة والتجريب الأمر الذي أدى بجملة من الاجتهادات النظرية المنادية بضرورة "عدم الانطلاق من افتراضات ومسلمات مسبقة عن الظاهرة السياسية تفترض بوج ود حقيقة أو حقائق بعيدة عن إرادة الفرد تعد مسؤولة عن العلاقة السببية بين ظاهرة سياسية ما ومسبباتها " كما تدعو لإعادة الاعتبار لتأثير العوامل الثقافية، القيمية والاجتماعية في تكوين رؤية الفرد للظاهرة أوالمنظومة المعرفية التي سادت علم العلاقات الدولية طيلة فترة هيمنة المنهجية الوضعية على تقاليده النظرية.
تندرج هذه الدراسة ضمن الأبحاث المنهجية و المعرفية في حقل العلاقات الدولية، غير أن المقصود بالمنهجية ليس تلك الطريقة المتبعة –من طرف باحث العلاقات الدولية –في كشف حقيقة ما أو البرهنة عليها، بل يتعلق الأمر بتوظيف تلك الخلفيات، التصورات و المفاهيم الفلسفية المؤلفة لسلطته المرجعية، إذ تساهم في تشكيل منظومة مفاهيمه المعتمدة و التي يقتضيها مجال البحث، فالمنهجية المقصودة هي "العقل") 5 ( الذي تشكل عبر مسار تاريخي، حتى أضحى سلطة في مجال البحث العلمي، فإذا كانت الدراسة تجاري هذه الاجتهادات النظرية في توجيه النقد للمنهجية الوضعية، سرعان ما تتحول عنها لترسم مسارا بديلا يبحث في كيفية إيجاد العلاقة بين القيم و علم العلاقات الدولية من زاوية التأصيل و التوجيه لهذا العلم.
الإشكالية:
كيف يمكن تأسيس العلاقة بين علم العلاقات الدولية و منظومة القيم الحضارية للعالم الإسلامي؟.
محاور الدراسة:
مقدمة
1- في التقعيد المفاهيمي للقيم.
2- القيم في المنظومة النظرية الغربية.
3- أخطاء الواقع القيمي.
4- القيم في المنظومة النظرية الإسلامية.
5- في نتائج علاقة القيم بعلم العلاقات الدولية في إطار المنظومة الفكرية الإسلامية.
الخاتمة.