الفاعل الأسود في السياسة العالمية : إعادة تقييم لمكانة الجريمة المنظمة عبر الوطنية في السياسة العالمية المعاصرة

www.elsiyasa-online.com
الفاعل الأسود في السياسة العالمية : إعادة تقييم لمكانة الجريمة المنظمة عبر الوطنية في السياسة العالمية المعاصرة 

المقبل زيد محمد

 ظلت الـدولـة إلـى وقـت قـريـب اللبنة الأساسية والـوحـيـدة للسياسة العالمية، فجميع  الشؤون على كوكب الأرض، رهينة للعلاقات بين الدول؛ وبذلك المعنى يكون ُمصطلح «دولي» (International ً)مـرادفـا لمصطلح عالمي (Transnational ).إلا أن التغيرات الجوهرية التي حدثت في العقود القليلة الماضية َّفكت الترابط بين المصطلحين. فقد تجاوزت السياسة على الصعيد العالمي العلاقات بين الدول، وباتت تلك العلاقات الدولية جزءاً من العلاقات والسياسة ُلخصوصية العالمية، بحيث تتعايش السياسة «الدولية» مع «العالمية» لتدبير شـؤون العالم ِمن كاسو وهاميلتون الفرق بين المصطلحين بالقول: تعكس العلاقات الدولية ممارسات ٌّ ُك الــدول، فـي حـيـن تعكس الـسـيـاسـة الـعـالـمـيـة الـعـلاقـات والـمـمـارسـات الـعـابـرة لـلـحـدود للفواعل . العالمية الجديدة.




اكتسبت الفواعل الجديدة نفوذاً ً عالميا متزايداً، في حين تراجعت أهمية الدولة القومية في رسم وتنفيذ السياسة العالمية المعاصرة، كما زاد الاعتماد المتبادل بين تلك الفواعل التقليدية - الدول - ، بحيث لا يمكن فهم الأحداث الجارية في أي منطقة من العالم إلا من خلال أنظمة وعلاقات معقدة تشمل الدول وباقي الأطراف العالمية الفاعلة. الجريمة عبر الوطنية ذات الأداء العظيم ُ والمتنامي ً عالميا وعـلـى الـرغـم مـن هـذا الـتـطـور الــذي يشهده الـمـسـرح الـعـالـمـي، إلا أنـه يـسـود بعض الأوســاط الأكاديمية، ودوائـر ُصنع السياسة الدولية، فكرتان مغلوطتان حول مكانة الجريمة المنظمة عبر الوطنية في السياستين الدولية والعالمية، تنبثق منهما إشكالية الدراسة الحالية: ُتشير الأولى إلى أن الجريمة المنظمة عبر الوطنية هي أحـد العوامل الداعية إلـى التعاون الـدولـي، بمعنى أن هذه المشتركة في الجريمة المنظمة، يتجلى دورها في المسرح العالمي من كونها تؤثر في أنشطة الدول ُ جعلها تسعى ً دوما إلى مكافحتها، وهذا يجعل الجريمة المنظمة عبر الوطنية أحد ُمحددات السياسة الدولية. أما الثانية، فتتمثل بأن خطر الجريمة المنظمة عبر الوطنية ينحصر فقط في ممارستها الأنشطة التجارية غير المشروعة عبر الحدود، كالاتجار بالمخدرات والبشر، فيهدد سلامة التجارة الدولية والاقتصاد العالمي ككل.





الإشكالية:

هل الجريمة المنظمة عبر الوطنية هي أحـد العوامل الداعية إلـى التعاون الـدولـي، بمعنى أن هذه المشتركة في الجريمة المنظمة، يتجلى دورها في المسرح العالمي من كونها تؤثر في أنشطة الدول ُ جعلها تسعى ً دوما إلى مكافحتها، وهذا يجعل الجريمة المنظمة عبر الوطنية أحد ُمحددات السياسة الدولية.؟.
 و هل خطر الجريمة المنظمة عبر الوطنية ينحصر فقط في ممارستها الأنشطة التجارية غير المشروعة عبر الحدود، كالاتجار بالمخدرات والبشر، فيهدد سلامة التجارة الدولية والاقتصاد العالمي ككل؟.

محاور الدراسة:

المقدمة
1- ماهية الجريمة المنظمة عبر الوطنية، كطرف عالمي فاعل :
          *- مدلول الأطراف الفاعلة في السياسة العالمية المعاصرة.
          *- مدلول الجريمة المنظمة عبر الوطنية.
          *- العوامل الداعمة للجريمة المنظمة عبر الوطنية، وأنشطتها.
2- تحالفات الجريمة المنظمة عبر الوطنية على الساحة العالمية:
           *- الجريمة المنظمة عبر الوطنية والإرهاب.
           *- الجريمة المنظمة عبر الوطنية والدول.
  الخاتمة.








تعليقات