منظومة الدفاع الجوي الروسية S400 : بين الإصرار التركي والرفض الأمريكي … أية انعكاسات؟.

www.elsiyasa-online.com
منظومة الدفاع الجوي الروسية S400 : بين الإصرار التركي والرفض الأمريكي … أية انعكاسات؟.

أميرة احمد حرزلي

لا تكاد تهدأ العلاقات التركية ــ الامريكية إلا وتعود للتوتر من جديد، يختلف الحليفان الاطلسيان هذه المرة حول الصواريخ الروسية S400 التي اقتنتها تركيا استلامها جويلية المقبل من روسيا، فبينما تُصر تركيا على إتمام الصفقة منظومة الصواريخ لأغراض أمنية / دفاعية، تعارض الولايات المتحدة الامريكية الخطوة شكلا ومضمونا وتعتبر ذلك تهديدا أمني لمصالحها.
  • الجدل الدائر في الراهن حول منظومة الصواريخ الروسية S400 بين الحليفان يفتح بات التساؤلات لماذا ترفض الولايات المتحدة الامريكية قطعيا شراء تركيا لها النوع من الصواريخ من خصمها روسيا؟
  • وتخيَرها إما طائراتها F 35 أو صواريخ S400  الروسية ، هل الأمر سياسي متعلق بالحرب الباردة المستمرة طوال عقود بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية؟
  • أم الامر عسكري / أمني يتعلق بالقدرات الاستراتيجية التي تتميز بها صواريخ S400التي من شأنها قلب موازين القوى في النظام الدولي والاضرار بأمن الحلف الأطلسي؟
  • علما أنها ذات طابع دفاعي وليست هجومي، لماذا تعارض الولايات المتحدة الامريكية تركيا بشكل خاص دون سواها في هذا الموضوع ؟
  • بينما أمضت السعودية الحليفة الولايات المتحدة الامريكيةعقودا مع روسيا لشراء هذا النوع من الصواريخ؟
  • وبين تمسك الأولى ورفض الثانية كيف ستؤثر أزمة صواريخ S400 على العلاقات التركية ــ الامريكية؟
نجيب على مختلف هذه التساؤلات وأخرى في المحاور التالية:
  1. الخصائص والقدرات الاستراتيجية لمنظومة صواريخ S400
  2. مبررات تمسك تركيا بشراء منظومة الصواريخ S400
  3. مبررات رفض الولايات المتحدة الامريكية شراء تركيا صواريخ S400
  4. انعكاسات أزمة صواريخ S400 على العلاقات التركية ـ الامريكية
  1. الخصائص والقدرات الاستراتيجية لمنظومة صواريخ S400:



تمكن أخيرا خبراء شركة ألماس ــ أنتاي الروسية في 2013 من استكمال أعمال تصنيع لآخرصاروخ من منظومة الدفاع الجوي S400تريؤوموف، وبهذا تكون اكتملت تشكيلة المنظومة ، يُذكر أن صاروخ 40H6E قد أخذ وقتا طويلا في تصنيعه لصعوبة تحقيق الشروط المطروحة أمام مصميمه.
يمكن تزويد منظومة S400 بخمسة صواريخ مختلفة المهام و الأهداف، وأعد صاروخ 40H6E النموذجي لتدمير أهداف هامة ومعقدة من بينها طائرات الكشف الراداري البعيد وطائرات الشبح المعادية على بعد 400 كلم ، وبهذا الصاروخ تُحقق المنظومة التفوق الحاسم على منافساتها حسب مدير الشركة المصنعة، وتجريب الصاروخ سيكون أساسا لتصنيع جيل جديد من منظومات الدفاع الجوي و الدرع الصاروخية في القوات المسلحة الروسية، وقد تم تزويد الجيش الروسي بمنظومة S400تريؤوموففي أوت 2007 بحيث بدأت أول كتيبة مناوبتها القتالية في ضواحي موسكو.
تتصف منظومة S400 بعدد من المواصفات التكتيكية وهي[1]:
  • مدى اكتشاف الأهداف 600 كلمة؛
  • عدد الأهداف التي تتبعها في ان واحد حتى 300 كلم؛
  • مدى تدمير الأهداف الجوية 400 كلم؛
  • مدى تدمير الأهداف البالستية من 5 ـ 60 كلم؛
  • الارتفاع الأقصى لإصابة الهدف 27 كلم؛
  • الارتفاع الأدنى الإصابة الهدف 100 كلم؛
  • السرعة القصوى للهدف المدمر 4800 كلم في الساعة؛
  • عدد الأهداف المدمرة في وقت واحد 36 هدفا؛
  • عدد الصواريخ الموجهة في وقت واحد 72 صاروخا؛
  • زمن نشر المنظومة من الحركة 5 دقائق؛
وبهذه المواصفات تختلفصواريخS400تريؤوموف مقارنة مع S300 بي ام بقدرتها على تدمير كافة أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض،والطائرات الصغيرة الحجم من دون طيار وحتى الرؤوس المدمرة للصواريخ ذات المسار البالستي التي تصل سرعتها الى 5000 متر في الثانية وليس بمقدور اية منظومة أخرى متابعة هذا المسار.
أفادموقع الدفاع العربي في ذات السياق أن مواصفات منظومة الدفاع الصاروخي S400 سالفة الذكر تؤهلها ان تكون الأولى عالميا ما يجعل الدول العالمية تتسارع وستتنافس على اقتنائها كالصين وتركيا والسعودية.[2] هذا ويرفض الجانب الروسي الكشف عن الدول التي ترغب في شراء المنظومة، الا إذا كشفت هي نفسها عن رغبتها في شراء المنظومة، ومن الدول المهتمة أيضا بها مصر والهند، الفيتنام، صربيا،أرمينيا، كازخستان[3].
يذكر أن روسيا في اطار ادارتها للنزاع السوري قامت بنصب منظومة الدفاع الجوي  S400منذ 2015 في قاعدتها الجوية في حميميم بمحافظة اللاذقية في سوريا وادت أدوار فاعلة ف التصدي لهجمات التنظيمات الإرهابية و الإسرائيلية.
  1. مبررات تمسك تركيا بشراء منظومة الصواريخ S400:
تجتمع عدة مبررات ودوافع يمكن من خلالها فهم الإصرار التركي بإسراع استكمال الصفقة مع روسيا منها ماهو متعلق بسيادة تركياو أنه قرار سيادي داخلي تركي خالص، ومنها ما يتعلق الاخطار الأمنية التي تواجهها تركيا في الداخل و على حدودها، ومنها ما هو لغرض لتحقيق التفوق العسكري في الحلف الأطلسي، وبُعد اخر يتعلق بابتزاز دول الحلف الأطلسي على رأسها الولايات المتحدة الامريكية بعبارة اردوغان” ان لم تعطوني سأتدبر أمري”، ودافع اخر هو الاضطلاع بدور جيوسياسيمستقل عن الولايات المتحدة الامريكية في منطقة المشرق العربي،  جدير بالذكر ان صفقة الصواريخ تبلغ قيمتها مليارين ونصف مليار دولار، حيث تسلمت تركيا بطاريتين من طراز S400  في 2018 ، وبطاريين آخرتين في وقت لاحق، ومن المتوقع حسب بعض العسكريين أن تنصيب المنظومة مبدئيا سيكون في العاصمة انقرة تحديدا في القاعدة الجوية أقنجي لكونها أكثر اتساعا و تجهيزا من القواعد الأخرى ثم سيتم نقلها لاحقا الى المناطق الحدودية التي تواجه تهديدات أمنية.
نستعرض واياكم دوافع تمسك تركيا بصفقة S400 بشيء من التفصيل:
  • شراء تركيا منظومة الصواريخ قرار سيادي داخلي
اثار المسؤولون الاتراك من رأس الهرم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته مولود جاويشاوغلو اثارا مع المسؤولين الأمريكيين وحلفائهم في الحلف الأطلسي في لقاءات متعددة مسألة شراء تركيا مؤكدين لهم ان الامر سيادي داخلي يخص الامن والدفاع التركي وليس الحق لأي كان بالتدخل في شؤوننا، وقد أبلغاردوغاننظرائه الغربيين بالأمر، بالتالي اقتراح التراجع عن الصفقة أمر غير وارد إطلاقا.
  • حماية تركيا من أي تهديد أمني لحدودها البرية ومجالها الجوي( الفجوة الأمنية)
تهدف تركيا لامتلاك منظومة الصواريخ الدفاعية S400 لحماية أمنها القومي من أي تهديد بري أوجوي يستهدفها أو ما تسميه بالفجوة الأمنية وقد قال اردوغان في هذا الصدد ” ان تركيا حرة في شراء أسلحتها وفق احتياجاتها العسكرية.. نحن مضطرون لاتخاذ خطوات عسكرية من أجل الدفاع عن امن بلدنا” .
ففي 2015 سحبت الولايات المتحدة الامريكية والمانيا صواريخ باتريوت الاعتراضية من جنوب تركيا لعدم جدواها في مواجهة المتشددين الذين يشكلون خطرا على أمن انقرة [4]، فضلا عن ذلك زاد التخوف التركي في ظل الحرب على سوريا واحتمالات استهدافها من الداخل السوري خاصة لمواقفها السلبية من الأسد وقواته ودعمها المتواصل لقوات المعارضة سياسيا وعسكريا على رأسها الجيش الحر، وهو ما يجعل الرد عيها أمر محتمل في ظل الحرب.
  • تركيا اول دولة في الحلف الأطلسي تمتلك هذا النوع من منظومات الدفاع الجوي
نشر منظومة الصواريخ S400 الروسية في تركيا العضو في الحلف الأطلسي سابقة من أولى نوعها في تاريخ الحلف، فلا يوجد أي دولة من دول الحلف الأطلسي تنشر مثل هذه الصواريخ وتستعمل منظومات دفاعية من خارج الحلف، هو ما يعتبره الحلف خرقا لقوانينه الداخلية.
  • محاولة تركيا احراج الولايات المتحدة الامريكية وابتزازها
ناقشت كما قلنا في السابق تركيا الامر مع حلفائها في الحلف الأطلسي وطلبت من الولايات المتحدة الامريكية امدادها بكل ما يتطلبهأمنها من أسلحة متطورة، ولان الحلف لم يوفر لها ذلك، لجأت تركيا الى روسيا خصم الولايات المتحدة الامريكية لإحراج و ابتزاز الأخيرة للضغط عليها انطلاقا من مقولة اردوغان ” ان لم تعطوني سأدبر أمري” ، حتى لو تطلب الامر أن اطلب من خصمكم، فالأمر هنا لا يقتصر على تركيا فالسعودية أيضا حليفة الولايات المتحدة الامريكية تعتزم توريد هذا النوع من المنظومات بعد أن أمضت عقودها.
  • تعزيز الدور الاستراتيجي المستقل لتركيا في منطقة المشرق العربي.
امتلاك تركيا لمنظومة S400 المتطورة سيحقق لها حماية ذاتية لمجالها الجوي و البري وبالتالي ردع الخصوم والتهديدات المختلفة، وهذا من شأنه تعزيز مكانة تركيا إقليميا، فضلا عن ذلك تسعى تركياللاضطلاع بدورجيوسياسي مستقل في منطقة المشرق العربي، وان لاتبقى مستندة على الدور الأمريكيالذي يعمل بمقولة ” أمريكا أولا ” شعار ترامب ، فالسياسة الامريكية في الراهن مهتزة مضطربة لا يمكن الوثوق بها ، فقلق أردوغان بدا واضحا من الولايات المتحدة الامريكية والأوروبيين الذين يحاولون الإطاحة به[5]، خاصة منذ الانقلاب الفاشل في15 جويلية 2016 زادت شكوك تورط الولايات المتحدة التي تستضيف الداعية فتح الله غولن المتهم بالتدبير للانقلاب، كل تلك العوامل تجعل أردوغان يحذر ويأخذ بمبدأ الاستقلالية التي يستطيع من خلالها فرض مصلحته على الدول الغربية.
  • تنويع الشركاء الاقتصاديين والعسكريين في مجال الدفاع والامن
تسعى تركيا من خلال اقتناء المنظومة الروسية الى التنويع في مصادرسلاحها وبالتالي اختبار التكنولوجيات المتعددة والمتنوعة جديدة من أكثر من مصدر لحفظ امنها القومي، لذا تهتم تركيا بالتعاون مع القوى الدولية روسيا، الصين، الولايات المتحدة الامريكية …وهو أمر معمول به دوليا.
  1. مبررات رفض الولايات المتحدة الامريكية شراء صواريخ S400:
تجتمع عدة عوامل تشكل في مجموعها الرفض الأمريكي لشراء تركيا منظومة S400 ، منها ما هو سياسي يتعلقبالخصومة التاريخية بين الولايات المتحدة الامريكيةو روسيا في اطار مايعرف بالحرب الباردة، ومنه فالولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب ما تزال تتعامل بمنطق القطب الأحادي في السياسة الدولية والسياسات الانفرادية صلبة غير مدركة التغيرات الجيوستراتيجية التي تجري في العالم، بحيث انه لم يعد العالم في الأحادية القطبية ونحن نتحول شيئا فشيئا الى عالم متعدد الاقطاب حيث أصبحت القوى الصاعدة في النظام الدولي تضطلع بدور مهم فيه.
أما البعد العسكري فيتعلق بالقلق الأمريكي من منظومة الدفاع الروسية نفسها فحسب ما أوردته صحيفة ناشيونال انترستأن المنظومة لها أنظمة حديثة ومتطورةوتمتلك القدرات الاستراتيجية التي من شأنها كشف وتعقب ووتدمير جميع الأهداف القريبة و البعيدة بدقة شديدة وسرعة كبيرة  بما فيهاالطائرات قبل إقلاعها من حاملة الطائرات وطائرات الشبح الامريكية وطائرات الإنذار المبكر الامريكية[6].
كذلك الخشية الامريكية مرتبطةبأمن دول الحلف الأطلسي، فتأمين تركيا أمنها بمنظومة الدفاع الجوي مصنعة من خارج دول الحلف وهي عضوة قديمة فيه امرلا تقبله الولايات المتحدة الامريكية التي لا طالما كانت هي المتحكم الرئيسي في أمن الحلف الأطلسي وكامل أوروبا،فالخطوة التركية خروج عن التقاليد الامريكية، ما يفتح الباب ربما أمام دول أخرى من الحلف تحذو حذوة تركيا وتشتري المنظومة الروسية فينفرط بذلك عقد الحلف الأطلسي شيئا فشيئا ويضعف الدور الأمريكي فيه ،فالولايات المتحدة تريد من تركيا شراء أسلحتها لتتحكم فيها وتكون هي المسؤولة عن دعمها فنيا عند تعطلها و جلب قطاع الغيار لها وصيانتها …
تخشى الولايات المتحدة الامريكية أن تكشف الاستخبارات الروسية تكنولوجيا الذكاءالاصطناعي الموجودة في طائرات F35 الامريكية عبر أجهزة من النوع ذاته في منظومة S400 الروسية المتطورة إذا ما سلمت لتركيا وهذه ستكون مجازفة عواقبها وخيمة.
أما البعد الاقتصادي فسيد البيت الأبيض رجل صفقات بامتياز لا يمكن ان يفرط في هذه الصفقة الثمينة لصالح روسيا الخصم، فمليارين ونصف دولار من وجهة نظر ترامب من المفترض ان تذهب الى خزينة الولايات المتحدة الامريكية بشراء طائرات F35 مثلا.
كذلك هناك أبعاد أخرى تتمثل في تنامي الدور التركي في المنطقة المشرق العربي فالحماية التي ستوفرها لها المنظومة ستعزز من مكانتها وستمنحها دورا مستقلا عن الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وهو ما يضغط ويقلق الولايات المتحدة والغرب عموما[7].
يطرح الامريكيون في مقابل تراجع تركيا عن شراء صواريخ S400 تزويد تركيا صواريخ الباتريوت التي سبق وان امتنعت عن تسليمها لها والتي تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار ونصف، يحاجج الاتراك في المقابل أن لليونان صواريخ S300 الروسية وهي عضو في الحلف الأطلسي ولماذا لم تثر حفيظة الولايات المتحدة الامريكية ؟، وتعود قصة الصواريخ اليونانية لروسيا التي باعتها في الأساس لقبرص ولكن غضب تركيا جعل أثينا تحتفظ بها في مستودعاتها تجنبا لأي مواجهة عسكرية.
ترد الولايات المتحدة الامريكية بالقول أن الصواريخ التي بحوزة اليونان لا تستعملها مخبأة في المستودعات حتى تصدأ، وهنا يكمن الحل الأمريكي ( الحل اليوناني ) أي أن تضع تركيا المنظومة في المستودعات حتى يأكلها الصدأ وتشتري صواريخ الباتريوت الامريكية، وهذا يعني خسارة تركيا لمليارين ونصف قيمة المنظومة الروسية وثلاث مليارات ونصف قيمة صواريخ الباتريوت الامريكية وهي المتخبطة أصلا في متاعب اقتصادية[8]، بالتالي الحل الأمريكي المقترح يناسب ترامبولا يناسب أردوغان.
  1. انعكاسات أزمة صواريخ S400 على العلاقات التركية ـ الامريكية:
جدل كبير يدور حول صفقة S400  بين إصرار تركيا إتمام صفقتهامع روسيا في المقابل الموقف الأمريكي الرافض عليها ، ماهي تأثيراتذلك على العلاقات التركية الامريكية؟ ، في الواقع لا يمكن التكهن بما ستسفر عليه إتمام الصفقة ونتائج الاخذ و الرد بين الحلفين الاطلسيين، ولكن الأكيد ستترك اثار غير إيجابية في العلاقات التركية ــ الامريكية المتأزمة أصلا بسبب عدة ملفات خلافية أخرى كالدعم الأمريكي للأكراد في سوريا وحمايتهم بعد انسحابها منها ، الفهم المختلف للمنطقة الامنة التي تود تركيا اقامتها شمالي سوريا، استضافة الولايات المتحدة الامريكية للداعية فتح الله قولن المتهم بالتورط في الانقلاب الفاشل في تركيا ، قضية “بنك خلق” التركي الذي يخالف العقوبات الامريكية على ايران ، وجود مواطنين أمريكيين في السجون التركية …فكلها القضايا خلافية جوهرية في العلاقات التركية ــ الامريكية عالقةزادتها أزمة الصواريخ S400  تعقيدا وخطورة ولا يمكن استشراف بما سيحصل في المستقبل المنظور في ظل تمسك تركيا بإتمام الصفقة كاملة وعدم التراجع عنها تحت أي ظرف، خاصة أن الصفقة موقعة روسيا الشريك السياسي والعسكري في اتفاقات استانا، في المقابل سيستمر الضغط الأمريكي كما يقول مراقبون على تركيا لتخليها عن الصفقة، فهل سيكون ” الحل اليوناني” هو المخرج والحل للقضية؟، لكنه في الوقت نفسه سيفتح جبهة المعارضة الداخلية ضد الحكومة التي ستتهمها بتبذير وتبديد أموال الشعب التركي والعمل ضد مصلحة البلاد،فتركيا في الراهن اذن في وضع لا تحسد عليه بين مطرقة الضغط الأمريكي الغربي وسندان اتهامات المعارضة.
الخاتمة:
أصبحت العلاقات التركية ـ الامريكية في الراهن اكثر تأزما بفعل عدة قضايا خلافية سياسية و عسكرية و اقتصادية، ولكن ما يبرز حاليا هو صفقة منظومة الصواريخ S400 الروسية التي تعتزم تركيا تسلمها منها في جويلية المقبل، في مقابل ذلك يزداد الرفض والضغط الأمريكي عليها وهو ما يؤثر فعليا على مستقبل العلاقات التركية ـ الامريكية، حيث لا يمكن التكهن الان بمستقبلها على الأقل، فالانتخابات البلدية التي تجرى في هذه الاثناء متنفس راحة لتركيا لترتيب بيتها الداخلي وايجاد حل للازمة.
ولكن مثلما هناك ملفات خلافية يختلف بشأنهاالحليفان الاطلسيان، هناك نقاط اتفاق لعل أبرزها محاربة الإرهاب، وجودهما غير الشرعي في سوريا ودعمهما للمعارضات السياسية والعسكرية، الاتفاق التركي ـ الأمريكي منبج شمال حلب، أن لا يكون الانسحاب الأمريكي من سوريا لصالح روسيا و سوريا، تحجيم الدور الإيراني في المنطقة…









تعليقات