الفضاء الإلكتروني: المجال الخامس

www.elsiyasa-online.com
 الفضاء الإلكتروني: المجال الخامس

عمر حامد شكر

لم تعد المجالات الأربعة التي عرفت في المواجهة المسلحة التقليدية بين الدول (البر والبحر والجو والفضاء) وحدها على الساحة الدولية بل دخل مجال خامس لهذه المواجهة وهو (الفضاء الإلكتروني)، حيث من المتوقع أن تكون الحرب الإلكترونية (Cyber War) السمة الغالبة إن لم تكن الرئيسية للحروب المستقبلية في القرن الواحد والعشرين.
وتكمن خطورة حروب الإنترنت والشبكات في كون العالم أصبح يعتمد أكثر فأكثر على الفضاء الإلكتروني (Cyberspace)، لا سيما في البنى التحتية المعلوماتية العسكرية والمصرفية والحكومية إضافة إلى المؤسسات والشركات العامة والخاصة. ولا شك أنّ ازدياد الهجمات الإلكترونية والتي نشهد جزءًا بسيطا منها اليوم يرتبط أيضًا بازدياد هذا الاعتماد على شبكات الكمبيوتر والإنترنت في البنية التحتية الوطنية الأساسية، وهو ما يعني إمكانية تطوّر الهجمات الإلكترونية اليوم لتصبح سلاحًا حاسمًا في النزاعات بين الدول في المستقبل، علمًا أنّ أبعاد مفهوم الحرب الإلكترونية لا تزال غير مفهومة لدى شريحة واسعة من المراقبين وحتى العامة [1].



وليس هناك من إجماع واسع على تعريف محدد ودقيق لمفهوم الحرب الإلكترونية الآن، حيث تعرف وزارة الدفاع الأمريكية الحرب الإلكترونية بأنها “استخدام أجهزة الكمبيوتر والإنترنت لإجراء الحرب في الفضاء الإلكتروني”[2].
وقد اجتهد عدد من الخبراء من ضمن اختصاصاتهم في تقديم تعريف يحيط بهذا المفهوم، فعرّف كل من (ريتشارد كلارك وروبرت كناكي) الحرب الإلكترونية على أنها “أعمال تقوم بها دولة تحاول من خلالها اختراق أجهزة الكمبيوتر والشبكات التابعة لدولة أخرى بهدف تحقيق أضرار بالغة أو تعطيلها”[3].
ومن المتوقع أن تصبح الحرب الإلكترونية نموذجًا تسعى إليه العديد من الجهات نظرًا للخصائص العديدة التي تنطوي عليها، ومنها:
  • إن حروب الإنترنت هي حروب لا تناظرية (Asymmetric): حيث إن التكلفة المتدنية نسبيًا للأدوات اللازمة لشن هكذا حروب يعني أنّه ليس هناك حاجة لدولة ما مثلا أن تقوم بتصنيع أسلحة مكلفة جدًا مثل حاملات الطائرات والمقاتلات المتطورة لتفرض تهديدًا خطيرًا وحقيقيًا على دولة مثل الولايات المتّحدة الأمريكية على سبيل المثال[4].
  • تمتّع المهاجم بأفضلية واضحة: في حروب الإنترنت يتمتع المهاجم بأفضلية واضحة وكبيرة عن المدافع، فهذه الحروب تتميز بالسرعة والمرونة والمراوغة. وفي بيئة مماثلة يتمتّع بها المهاجم بأفضليّة.
  • فشل نماذج “الردع” المعروفة حيث يعد مفهوم الردع الذي تمّ تطبيقه بشكل أساسي في الحرب الباردة غير ذي جدوى في حروب الإنترنت. فالردع بالانتقام أو العقاب لا ينطبق على هذه الحروب. فعلى عكس الحروب التقليدية حيث ينطلق الصاروخ من أماكن يتم رصدها والرد عليها، فإنه من الصعوبة بمكان بل ومن المستحيل في كثير من الأحيان تحديد الهجمات الإلكترونية ذات الزخم العالي. بعض الحالات قد تتطلّب أشهرًا لرصدها وهو ما يلغي مفعول الردع بالانتقام وكثير من الحالات لا يمكن تتبع مصدرها، وحتى إذا تم تتبع مصدرها وتبين أنها تعود إلى فاعلين غير حكوميين، فإنه في هذه الحالة لن يكون لديهم أصول أو قواعد حتى يتم الرد عليها.
  • المخاطر تتعدى استهداف المواقع العسكرية: لا ينحصر إطار حروب الإنترنت باستهداف المواقع العسكرية، فهناك جهود متزايدة لاستهداف البنى التحتية المدنية والحسّاسة في البلدان المستهدفة، وهو أمر أصبح واقعيًا في ظل القدرة على استهداف شبكات الكهرباء والطاقة وشبكات النقل والنظام المالي والمنشآت الحساسة النفطية أو المائية أو الصناعية بواسطة فيروس يمكنه إحداث أضرار مادّية حقيقية تؤدي إلى انفجارات أو دمار هائل.
ومن المعروف أن هذا النوع من الحروب يعتبر حديثا في العلوم العسكرية، فإنه لا يستخدم أسلحة الحرب التقليدية المعروفة بشكل مباشر، بل تكمن أهميته في قيمة المعلومات التي تأتي عن طريقه، والتي تعتبر العين التي ترى وتوجه الأسلحة في ساحة المعركة.
محتويات الدراسة:
1- تطوير المجال الإلكتروني:

1-  الولايات المتحدة الأمريكية

2- الصين

3-  روسيا

2- أبرز الهجمات الإلكترونية على مستوى العالم

3- أثر الهجمات الإلكترونية

4- الإجراءات التي اتخذتها كل من اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا تجاه مخاطر الهجمات الإلكترونية:

أولاً- الإجراءات القانونية

ثانيًا – الإجراءات التعاونية

ثالثًا – الإجراءات الداخلية

5- الخاتمة.














تعليقات