تحليل الصراعات الدولية المعاصرة: بين الأبعاد الثقافية والإعتبارات الإستراتيجية

www.elsiyasa-online.com
تحليل الصراعات الدولية المعاصرة: بين الأبعاد الثقافية والإعتبارات الإستراتيجية
د.فوزي نورالدين

تمثل ظاهرة الصراع الجانب الأكثر بروزا وحركية في السياسة الدولية المعاصرة . وقد كان للتحولات الجذرية التي أعقبت نهاية الحرب الباردة انعكاسات بالغة الأهمية على طبيعة ومضمون الصراعات الدولية، خصوصا بعد تراجع العوامل العسكرية والإديولوجية وتصاعد العوامل الإقتصادية والثقافية في العلاقات الدولية. تحاول الدراسة استكشاف وتحليل مضمون النظريات التي حاولت تفسير طبيعة الصراعات الدولية منذ نهاية الحرب الباردة. تخلص الدراسة، انه بالرغم من األهمية النسبية لدور العوامل الثقافية كمحرك للصراعات الدولية المعاصرة، إال أن االعتبارات اإلستراتيجية المرتبطة بالقوة والمصالح القومية تبقى حاضرة بقوة في معظم الصراعات. ويتم اللجوء إلى الإعتبارات الثقافية في كثير من الأحيان للتغطية على سياسات القوة السائدة في عالمنا المعاصر.
-  سجلت نهاية الحرب الباردة على المستوى الإستراتيجي بروز عالم بدون معالم ثابتة، كما أن نهاية الشيوعية على المستوى اإليديولوجي أوجدت عالما بدون عدو واضح وقادر على تحدي الغرب والواليات المتحدة األمريكية . وقد أبرز التحول في هيكل النظام الدولي عدة تطورات أهمها، تمدد دور الواليات المتحدة األمريكية على الصعيد العالمي، وحدوث موجة ذات طابع عالمي من التحول نحو الديمقراطية واقتصاد السوق. كما حصل تحول في طبيعة المشكالت المتعلقة بالسلم واألمن الدوليين، حيث شهد العالم تزايد المشكالت العابرة للحدود مثل:الجريمة المنظمة، والهجرة غير الشرعية، واإلرهاب الدولي...إلخ. وقد كان للتحوالت في هيكل موازين القوى في النظام الدولي الجديد انعكاسات بالغة األهمية على خريطة الصراعات الدولية، وعلى رأسها تصاعد الصراعات القومية أو الدينية أو الإثنية أو الطائفية في مناطق كثيرة من العالم . وعلى مستوى التنظير للعلاقات الدولية، فقد برزت عدة أطروحات لمحاولة تفسير ما حدث بعد نهاية الحرب الباردة. من هنا ظهرت نظريات تركز على دور العوامل الثقافية والحضارية في تفسير العالقات الدولية بصفة عامة والصراعات الدولية بصفة خاصة، خصوصا بعد تراجع العوامل العسكرية والإديولوجية التي تحكمت في عالم الحرب الباردة. من جهة أخرى، بقيت نظريات أخرى تركز على األبعاد اإلستراتيجية المتعلقة بالأمن الوطني والمصالح القومية، واعتبارها العناصر الحاسمة المتحكمة في خريطة الصراعات العالمية . من هذا المنطلق تحاول الدراسة الإجابة على الإشكالية الرئيسية التالية : هل يمكن اعتبار العوامل الثقافية والحضارية متغيرات تفسيرية هامة للصراعات الدولية المعاصرة ؟ أم أن االعتبارات االستراتيجية والمصلحية تشكل الدوافع الحقيقية لهذه الصراعات؟ نحاول الإجابة على هذه الإشكالية من خالل المحاور التالية:

 المحور الأول: التحول في طبيعة الصراع الدولي بعد الحرب الباردة.
  المحور الثاني: النظريات المعاصرة للصراع الدولي:
           1 -أطروحة الفوضى الدولية.
           2- أطروحة نهاية التاريخ.
           3-أطروحة صدام الحضارات.
الخاتمة.





تعليقات