L’activité diplomatique Algérienne au niveau Africain |
أ. وهيبة خبيزي.
يكتسي موضوع النشاط الدبلوماسي الجزائري عموما وعلى الصعيد الإفريقي خصوصا قيمة علمية بالغة الأهمية، تتجلى في كون الجزائر من البلدان الحديثة الإستقلال، وبالرغم من حداثة بنائها السياسي إلا أنها تمكنت من فرض هيبتها الدولية ورسم وتكوين منتوج دبلوماسي معتبر يساهم في حل النزاعات الدولية عموما، وعلى الصعيد الإفريقي خصوصا، وذلك بدعوة الأطراف المتنازعة إلى التعايش السلمي وحل النزاع بالطرق السلمية الودية بعيدا عن ساحة العنف والقوة تطبيقا لميثاق الأمم المتحدة ووفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي، التي تؤكد
دوما وتسعى إلى تحقيق السلم والأمن الدوليين.
ولقد ساهم النشاط الدبلوماسي الجزائري بعدة أدوار لعب فيها دور
الوسيط بين الدول المتنازعة على الصعيد الإفريقي، باعتبار الجزائر جزء من هذه
القارة، هذا الإنتماء القاري جعل منها تسعى بجهو د حثيثة وجادة لمنع الصراعات
والنزاعات القارية وإحلالها بالتعايش السلمي ومنع اللجوء إلى القوة والأعمال
العدوانية.
وبالرغم من الأزمة الداخلية العنيفة التي مرت بهاا الجزائر خلال فترة
التسعينات من القرن الماضي، إلا أتها تمكنت من استعادة وإحياء نشاطها
الدبلوماسي خاصة على الصعيد الإفريقي، ومما ساعد في إحياء و إعادة بعث
نشاطها الدبلوماسي هو عضويتها وإنتمائها لإطار مؤسساتي إقليمي هدفه تحقيق
السلم والأمن على المستوى القاري الإفريقي، والتأكيد على التسوية السلمية
للنزاعات وإقرار حق أية في طلبها من اvلس التدخل لاستعادة السلم والأمن، في
ظل هاته الآلية المؤسساتية سعت الجزائر لتدعيم مبدأ السلم والأمن التي تبنته بنص
دستوري صريح من مبادئ الأمم المتحدة، من هنا فإذا كانت الدولة الجزائرية
تؤمن بالمبادئ الدولية المقررة لاستمرارية التعايش السلمي والإبتعاد عن
القوة والعدوان فهل تبنت هذه القيم بشكل نظري فقط أم استطاعت تفعيلها
في مظهر واقعي ملموس يبعث نشاطها الدبلوماسي على المستوى القاري ؟
وللإجابة عن هذه الإشكالية، تم تقسيم الدراسة إلى فكرتين أساسيتين:
تضمنت الفكرة الرئيسية الأولى جزء من الدراسة تناولت البعد
الإفريقي للدبلوماسية الجزائرية، أين تم التطرق إلى الدبلوماسية الجزائرية كآلية
لتنفيذ السياسة الخارجية، ثم الانتقال إلى فكرة أخرى تمحورت حول دور الدبلوماسية الجزائرية في حفظ السلم والأمن الدوليين عن طريق الآليات
المؤسساتية (مجلس السلم والأمن الإفريقي نموذجا).
أما الفكرة الرئيسية الثانية فقد احتوت الجزء الآخر من الدراسة
والمعنونة بنماذج الوساطة الجزائرية في بعض النزاعات الإفريقية، أين تم
التعرض إلى دور الدبلوماسية الجزائرية في حل النزاع الإيرتيري الإثيوبي أولا، ثم
الانتقال إلى بيان دور الوساطة الجزائرية في النزاع المالي التوارقي.
وفي الأخير الخروج بخلاصة البحث والنتائج المتوصل إليها.