مـقـاربـة نـظـريـة لـظـاهـرة الصـراع الـدولـي

www.elsiyasa-online.com
مـقـاربـة نـظـريـة لـظـاهـرة الصـراع الـدولـي 
حسين بهاز

هناك مقولة مفادها أنه عندما يوجد فرد يسود السلام وعند وجود اثنين ينشأ الصراع وعند وجود أكثر تبدأ التحالفات... هذه الحكمة تشير إلى القانون التاريخي الذي يحكم حياتنا بشكل عام سواء تعلق الأمر بالمجتمعات الوطنية أو الوحدات السياسية على المستوى الدولي من شكل الوحدة الإنسانية أو السياسية ابتداء بالأسرة الى القبيلة إلى الأمة  إلى المنظمة وصولا بالدولة فإنها محكومة بقانون الصراع تلك قاعدة تاريخية لا تحتاج إلي إثباتات مجهدة , و يرى العديد من دارسي العلاقات الدولية أن الصراع ظاهرة طبيعية ذات أبعاد متناهية التعقيد، بالغة التشابك، يمثل وجودها أحد معالم الواقع الإنساني الثابتة. و حيث تعود الخبرة البشرية بالصراع إلى نشأة الإنسان الأولى، حيث عرفتها علاقاته فى مستوياتها المختلفة: فردية كانت أم جماعية، وأيضاً فى أبعادها المتنوعة: نفسية أو ثقافية، سياسية أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو تاريخية، ... الخ  كما أن أشكاله ليست واحدة و نتائجه مختلفة فهو يتدرج في شدته فيبدأ صراعاً ناعماً في مستوى الأسرة ليصل إلى حد الحروب والصدام المسلح ...
و عليه نحاول من خلال هذه الورقة و في خضم الأحداث المتعاقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية و ما تلاها من صراعات متعددة الأبعاد خاصة بعد تلاشي آليات الضبط التي كان يمارسها نظام الثنائية القطبية بعد نهاية الحرب الباردة نحاول تقديم مقاربة نظرية لفهم وتحليل مفهوم الصراع: طبيعته، أسبابه، وأنواعه. وأبعاده ، بالإضافة إلى تشابك تفاعلاته  وتأثيراته  المباشرة وغير المباشرة ،فضلاً عن التفاوت فى مستويات الظاهرة من حيث المدى أو الكثافة والعنف1.
وعلى ذلك فإن الدراسة تعتمد على تقديم تحليل مقارن للاتجاهات النظرية الرئيسية فى مجال الصراع الوقوف على طبيعة الصراعات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية و كذا آليات الإدارة الدولية للصراعات الدولية و ما  يرتبط بها من خلال محاور ثلاثة تتلخص في :
1.        التعريف بمفهوم الصراع كظاهرة معقدة و طبيعته و أسبابه العامة كمفهوم وكعملية مركبة، أنواع الصراع وجذوره كظاهرة متعددة المظاهر تتميز بالاعتماد المتبادل بين جذورها ومظاهرها.
2.        طبيعة و خصائص صراعات ما بعد الحرب الباردة
3.        مقاربة مفاهيمية في معضلة " إدارة الصراع", " تسوية الصراع "  و" حل الصراعات الدولية".





تعليقات