مقدمة:
شهدت البلاد العربية صعوداً مضطرداً لحركات الإسلام السياسى منذ سبعينيات القرن الماضى، وقد استمر منذ ذلك الوقت صعود تلك الحركات .
وشكلت حركات الإسلام السياسى فاعلاً مهماً ورئيسياً فى السياسات والمجتمعات العربية، خاصة بعد ثورات
الربيع العربى ، والتى جعلت حركات الإسلام السياسى تبرز وتطفو على سطح الحياة السياسية كقوى منظمة ومدعومة من طرف الجماهير وذلك بعد أن ظلت لسنوات حبيسة العمل السرى بسبب قمع السلطات لها .
وقد استطاعت حركات الإسلام السياسى أن تصل إلى الحكم فى بعض دول العالم العربى، مما أعاد تشكيل الخرائط السياسية فى عدد من تلك الدول .
وقد تعرضت حركات الإسلام السياسى فى بعض الدول العربية لانتكاسات خطيرة، وفشلت فى التكيف مع متطلبات الواقع السياسى، وإيجاد صيغ مناسبة للتعامل مع التحديات التى أصبحت تواجهها، وأصبحت تعيش فى المنطقة العربية ضموراً سياسياً وخمولاً ميدانياً .
وسوف نحاول التعرف فى سياق الكتاب على نشأة حركات الإسلام السياسى، ودور ثورات الربيع العربى فى صعود تلك الحركات، وكذلك تجاربها فى الحكم بعد ثورات الربيع العربى .
كما يلقى الكتاب الضوء على التحديات الراهنة لحركات الإسلام السياسى، والفرص والآفاق المستقبلية لتلك الحركات.
تنبع أهمية الكتاب من التعرف على تجارب حركات الإسلام السياسى بعد ثورات الربيع العربى، وتحليلها من مختلف جوانبها، وطرح مجموعة من القضايا والتساؤلات ذات الصلة بالتحديات ومستقبل حركات الإسلام السياسى فى العالم العربى .